آخر الأخبار
الهيئة المستقلة تحيي اليوم العالمي لحقوق الانسان
18 ديسمبر 2018
الهيئة المستقلة تحيي اليوم العالمي لحقوق الانسان

رام الله - أعدت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان "ديوان المظالم" حلقة تلفزيونية بالشراكة مع تلفزيون وطن  بمناسبة مرور 70 عاما على اليوم العالمي لحقوق الانسان، شارك فيها كل من مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان  د.عمار الدويك، ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية د.نبيل شعث قدمها الاعلامي فارس المالكي، حيث  تضمنت المحاور التالية:

الخطاب الفلسطيني تطور مؤخرا باستخدام حقوق الإنسان

و قال  الدويك: " إن الاعلان العالمي يعتبر المرجعية الأساسية لحقوق الانسان، إذ يحتوي على 30 بنداً مترابطة لا يمكن تجزئتها، ويقف على رأسها حق تقرير المصير، وللأسف عندما صيغ هذا الاعلان، كانت دول العالم الثالث واقعة تحت الاستعمار لذلك خلا الإعلان من حق تقرير المصير، وبعد 20 عاما عندما استقلت بعض الدول اسهمت في تطوير منظومة حقوق الانسان والتي نصت على مبدأ تقرير المصير، بالاضافة الى أن حركات التحرر في العالم وظفت مبادئ حقوق الانسان في انعتاقها من الاستعمار وساهمت في صياغة منظومة حقوق الانسان العالمية."

وأشار الدويك إلى أن طبيعة المصالح هي التي تطغى في العالم ببعض الأحيان، لكنه في أحيان أخرى يطغى الضمير العالمي وحقوق الانسان.

وأضاف مدير عام الهيئة المستقلة: "نحن كفلسطينيين دائما مرجعية قضيتنا هي أنها قضية حقوقية، حتى الخطاب الفلسطيني تطور بشكل كبير جدا في استخدام حقوق الانسان، كما أن وثيقة الاستقلال احتوت على تركيز وتكثيف القيم الثقافية الفلسطينية وهي قيم عالمية في لغة أدبية، ونصت الوثيقة على المبادئ التي احتوى عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان".

العالم لم يستطع وقف الظلم بحق الشعب الفلسطيني

وقال شعث: " إن كل الإعلانات السابقة التي بُنيت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجزء من قرارات الأمم المتحدة التي كان المفترض أن تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وبإعلان حقوق الإنسان لم تستطع أن توقف الظلم الفادح بحق الشعب الفلسطيني (النكبة) ولم يستطع العالم أن ينفذ قوانين صدرت عنه وفي مقدمتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان".

وأضاف: " أنه لا يمكن تنفيذ القانون الدولي عندما تحكم العالم دولة واحدة وهي الولايات المتحدة. مضيفاً: عندما كانت تحكم العالم دولتان كان هناك قدر من التوازن، لكن غياب توازن قوى للوقوف في وجه دولة عظمى تستخدم مصالحها كأسس في كل أحكامها، ينتج صعوبة الحديث عن تطبيق القانون الدولي، كما أننا حصلنا على مئات القرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها لم تطبق على ارض الواقع بسبب غياب توازن قوى يضغط على الطرف القوي وهو الولايات المتحدة."

وتابع: " لدي أمل عال في ان يطبق القانون الدولي ونستطيع استخدامه كسلاح رئيسي بعد الوصول لعالم متعدد الأقطاب وسيكون الضمانة في تطبيق القانون الدولي".

وحول الإحباط في الشارع بشأن عدم تطبيق القانون الدولي، قال شعث إن الأمل قادم في توجه العالم نحو عالم متعدد الأطراف، وفي حال أراد العالم حل مشاكله لن يجد افضل من القانون الدولي لحلها.

وبيّن شعث أن كل ما يقوله المواطنون ويعترضون عليه، يتم إيصالها للرئيس، وهناك اهتمام لدى القيادة والرئيس للاستماع للمشاكل والقضايا اليومية. مضيفاً: نحن لسنا مجتمعا يسيطر على المعلومات.

الهيئة المستقلة أسست لأهمية حقوق الإنسان
من جانبه، دعا الدويك لبذل الجهد الكافي مع المجتمع المدني الفلسطيني والخارجي من أجل الزام الحكومات بأدوات مثل حركة "بي دي اس". مشدداً على أهمية التعاون بين السلطة الفلسطينية والمؤسسات الأهلية والهيئة المستقلة.

وأكد أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أسست لأهمية حقوق الانسان كأداة لتحقيق الحرية للمواطن وحرية المرأة ولا تزال لها فائدة مهمة، وأمامها طريق في الحريات والحقوق خصوصا حقوق العامل والمرأة وغيرها.

غياب الانتخابات يضيّع الضمان لحقوق الإنسان
وأشار شعث إلى تأييده الإعلان لإجراء الانتخابات، لكنه قال إن الوضع ليس بهذه السهولة، وفي حال لم توافق حماس عليها يؤدي الى تعميق الانقسام.

وبيّن أن غياب الديمقراطية الانتخابية يضيّع الضمانة لحقوق الإنسان، ويجعل السلطة التنفيذية هي السلطة التشريعية، لذلك السعي لتحقيق الوحدة الوطنية له فائدة في تحقيق تطبيق حقوق الانسان وضمانة تشريعية وقضائية.

هناك نافذة أمل في تنفيذ القانون الدولي
وأضاف أن آليات تنفيذ القانون الدولي هي آلية مسيسة ومرهونة بإرادة الدول، لكن في المقابل هناك جوانب مهمة يمكن أن تكون نافذة أمل، أولها الجنائية الدولية وهي خارج سيطرة مجلس الأمن وتستطيع ان تتحرك بنفسها في فتح تحقيق، وهي الآن أمام اختبار.

ثانياً: المجتمع المدني الدولي، ولغة حقوق الانسان هي لغة واحدة في العالم، وخير دليل على ذلك حركة مقاطعة إسرائيل، التي يعتبرها الاحتلال خطرا استراتيجيا، وهذا المجتمع المدني يمكن أن يساهم في انقلاب بالسياسات.

ثالثاً: القانون الدولي لديه جانبان، الأول إجرائي وهو مسيس، والثاني موضوعي، وهو يتحدث عن الحقوق نفسها ونحن الفلسطينيين استثمرنا هذا في الحصول على قرارات ثبتت حقنا، وسيأتي ذلك يوما ما عند الوصول الى نقطة الاختراق وهي مرشحة لأن تحصل في أي وقت.

 

الانتهاكات الداخلية تستخدم في الخارج لنزع الشرعية عن قضيتنا
وفيما يخص الانتهاكات الداخلية، قال دويك إن القانون الدولي في الداخل تحت سيطرتنا ونستطيع أن نقوم بأثر كبير، وفلسطين انضمت لعدد من الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان في 2014، والآن بعد 4 سنوات على الانضمام، لم ير المواطن لها أثرا على أرض الواقع مثل تراجع حرية التعبير بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين، وهذا مؤسف.

وأضاف: عندما يتم تعزيز حقوق الانسان والمساواة والكرامة يُعزز صمود المواطن في جه الاحتلال، مما يقوي من مكانتنا الدولية وسمعتنا، لأن الاحتلال كان يحاول نزع الشرعية عن القضية الفلسطينية من خلال وسمنا بالارهاب، والان يحاول وسمنا بالفساد وانتهاك حقوق الانسان.

وقال إن الانتهاكات الداخلية اصبحت تستخدم سلاحا لنزع الشرعية عن القضية الفلسطينية، وعلى السياسيين في الضفة وغزة ان يلتقطوا هذه الرسائل وان يلتفتوا لسلوك الاجهزة الأمنية.

لا يوجد مبرر في تعطيل الانتخابات


وأوضح أن حقوق الانسان تراوح مكانها وفي حالات تتراجع وفي حالات اخرى تتقدم بشكل محدود. مؤكداً أن حقوق الانسان لا تجزأ.

وقال لا يوجد مبرر كافي في الاستمرار في تعطيل الانتخابات، ويجب ان تكون هناك دعوة لاجراء الانتخابات، لأن تعطيلها يعطل الكثير من الحقوق.

وأشار إلى عمل الهيئة في ظل غياب المجلس التشريعي، قائلاً: في المقابل كهيئة نستمر في العمل في ظل غياب التشريعي مع كثير من مؤسسات المجتمع المدني حتى لا يزداد الوضع سوءا، ونحاول إجراء تحسينات وحماية ما تبقى لنا من مساحات.

تسهيل لعمل الهيئة في الضفة وغزة
وأوضح أن هناك تعاونا كبيرا وتسهيلا لعمل الهيئة وعدم تدخل في عملها من قبل السلطة التنفيذية، لكن الهيئة تريد نتيجة وترجمة للتعاون بشكل أكبر وأوسع، كما أن هناك تعاونا في غزة أيضا وتقوم الهيئة بزيارة مراكز التوقيف، ومواقفنا متوازنة في الضفة وغزة.

وبيّن أن الهيئة المستقلة هي هيئة رسمية، ولا نزال نعمل بمساحة كبيرة غير متوفرة في أي مؤسسة وطنية في العالم العربي وهذا يسجل لصالح النظام السياسي الفلسطيني، لذلك نأخذ تصنيف (أ) في الأمم المتحدة وهي من الدول العربية القليلة التي تأخذ هذا التصنيف.

 

فلسطين تستضيف اجتماعات الشبكة العربية العام المقبل
وأشار دويك إلى أنه تم انتخاب الهيئة المستقلة لترأس الشبكة العربية، وفي العام المقبل ستستضيف دولة فلسطين اجتماعات الشبكة.

ولفت إلى دور الهيئة على المستوى الدولي، إذ "عقدت عدة اجتماعات وتحركات على الصعيد العربي والدولي اخرها كان في عمان، لأن بدأنا نشعر ان القضية الفلسطينية بدأت تتراجع على الصعيد العربي، ونسعى لرفع الوعي في القضية الفلسطينية في الدول العربية".