خلال ورشة نفذتها الهيئة مطالبات عاجلة بحماية الأطفال في قطاع غزة وتوفير بيئة آمنة للتعافي من آثار الحرب

14 أبريل 2025
خلال ورشة نفذتها الهيئة  مطالبات عاجلة بحماية الأطفال في قطاع غزة وتوفير بيئة آمنة للتعافي من آثار الحرب

 

خلال ورشة نفذتها الهيئة

مطالبات عاجلة بحماية الأطفال في قطاع غزة وتوفير بيئة آمنة للتعافي من آثار الحرب

طالب حقوقيون ومختصون في مجال الطفولة وممثلون عن مؤسسات أهلية ودولية بضرورة توفير حماية عاجلة للأطفال في قطاع غزة بما يضمن تمكينهم من التعافي من آثار الحرب وتداعياتها  الكارثية والمستمرة، وتقديم الدعم النفسي للأطفال في إطار حقوقي وإنساني شامل، وتوسيع نطاق خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المستندة إلى فهم آثار الصدمات النفسية وسبل معالجته.

جاءت هذه التوصيات خلال ورشة عمل إلكترونية عبر تطبيق Zoom نظمتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بمناسبة يوم التضامن مع الطفل الفلسطيني، حول واقع الحق في الصحة النفسية للأطفال في قطاع غزة وتعزيز تدخلات مؤسسات المجتمع المدني حول الصحة النفسية لأطفال غزة.

أدار الورشة منسق التوعية والتدريب في الهيئة بهجت الحلو، وقدم الكلمة الافتتاحية نائب المفوض العام للهيئة الأستاذ أمجد الشوا، بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات الأهلية والدولية المختصة، حيث تطرق مدير برنامج غزة للصحة النفسية د. ياسر ابو جامع إلى التدخلات النفسية للأطفال والتحديات التي تواجه مزودي خدمات الصحة النفسية في القطاع، فيما أشار منسق مجموعة التعليم في حالات الطوارئ بهاء الشطلي إلى أثر انتهاك الحق في التعليم على الصحة النفسية للأطفال، وقدمت رانية سمور ممثلة عن اليونيسيف توضيحاً للتدخلات الدولية في مجال حماية الصحة النفسية للأطفال خلال الحرب، ومن جهتها أشارت رشا أبو شعبان ممثلة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى الحماية القانونية والاستجابة الشاملة للصحة النفسية للأطفال في قطاع غزة على اساس حقوق الانسان، وقدم الأخصائي النفسي أحمد ثابت رؤية حقوقية حول التعاطي مع الصحة النفسية للأطفال في ظل الحرب.

وأجمع المشاركون على أن الأطفال في قطاع غزة يتعرضون إلى مجموعة مركبة من الأحداث الصادمة منذ ما يزيد عن عام ونصف، بسبب فقدانهم الحق في الحياة والصحة والغذاء، وشعورهم الدائم بالخوف، وغياب الروتين اليومي الذي يتضمن التعليم والأنشطة الهادفة واستبداله بمهام وأعباء كثيرة لتلبية متطلبات الحياة اليومية القاسية، مؤكدين أن هذه البيئة لا تتناسب ومتطلبات النمو العقلي والنفسي والاجتماعي التي يحتاجها الطفل.

وأشاروا إلى أن هناك مساس خطير بصحة الأطفال على كل المستويات بفعل سياسة التجويع ومنع دخول المساعدات وتعرض الأطفال لدرجات متفاوتة من سوء التغذية تؤثر بشكل مباشر على صحتهم النفسية، لافتين إلى تداعيات وتأثير غياب التعليم على الواقع النفسي للطلبة ومحاولات وجهود المؤسسات الأهلية والدولية لإنشاء المساحات التعليمية التي انهارت مع عودة الحرب في مارس الماضي.

وتخلل الورشة مشاركة للطفل عمر شبانة (10 أعوام) من مدينة غزة، الذي عبر بطريقته عن حال الأطفال في غزة وخوفهم الدائم ومطالبهم بالحياة الآمنة المستقرة بعيداً عن النزوح والتجويع والخوف من القصف والقتل، وحاجتهم للأدوية والمستشفيات والعودة للمدارس، ومنحهم كل الحقوق التي حرموا منها بفعل الحرب.

كما استعرض المشاركون جهود المؤسسات في التعاطي مع ما فرضه ولقع الحرب من مصطلحات وخبرات مستحدثة كالأطفال غير المصحوبين، وسبل الاعتناء بهم في ظل غياب ذويهم، والجهود المتعلقة بلم شمل الأطفال وعائلاتهم بعد اجبارهم على النزوح من الشمال للجنوب، مشيرين إلى دور المؤسسات الأهلية والدولية وجهودهم المشتركة في سبيل توفير الحماية المجتمعية للأطفال وتحقيق نتائج من شأنها التخفيف عنهم. 

وأوصى المشاركون في ختام الورشة بالوقف الفوري لإطلاق النار والشروع في عملية إعادة إعمار شاملة لخلق بيئة آمنة ومستقرة لتعافي أطفال غزة من الصدمات النفسية. وشددوا على ضرورة توفير الحماية المتكاملة وتهيئة بيئة آمنة تزيل الخوف من القتل والقصف والنزوح وكل ما يعيق تعافيهم، بالإضافة إلى استعادة روتينهم اليومي من خلال العودة إلى المدارس والأنشطة التعليمية لما لذلك من أهمية في استقرارهم النفسي والاجتماعي. كما طالبوا بتعزيز دور المجتمع والأسر في توفير الأمن والمتطلبات الأساسية لتمكينهم من حماية أطفالهم والمساهمة في تعافيهم من الأزمات النفسية. وفي صلب التوصيات، كانت الدعوة إلى تقديم دعم نفسي متخصص وشامل للأطفال في إطار حقوقي وإنساني يشمل الأطفال من ذوي الإعاقة ومبتوري الأطراف، مع ضمان استمرار الحماية من خلال إدارة الحالات الفردية والتعاون بين المؤسسات المحلية والدولية، والتأكيد على أهمية تأهيل وتدريب الكوادر العاملة مع الأطفال لتقديم الدعم النفسي المتخصص.

واختتمت الورشة بضرورة الاستمرار في بحث سبل تعزيز العمل المشترك للحد من الآثار النفسية المدمرة للحرب على أطفال القطاع، ووضع أسس تساهم في ذلك خلال مراحل الإغاثة والانعاش المبكر وإعادة الإعمار.