غزة/ اختتمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" دورة تدريبية استهدفت مجموعة من أطباء أقسام الاستقبال والطوارئ في مستشفيات قطاع غزة، حول تعزيز دورهم في مناهضة التعذيب وحماية حقوق الإنسان.
وأوضح المحامي بهجت الحلو منسق التوعية والتدريب أن الهيئة سعت من خلال هذه الدورة إلى استهداف فئة من أهم الفئات التي تطالها المسؤولية الجزائية عن جريمة التعذيب، حيث أنها تشمل أي موظف رسمي يمارس أو يتواطأ أو يسكت عن هذه الجريمة، وبالتالي تشمل المسؤولية ممارسات أطباء الطوارئ والاستقبال من خلال إجراءات وتدابير تناولتها الجلسات التدريبية، مبيناً أنها هدفت إلى تمكين المشاركين من حماية الحق في الصحة من منظور النهج المبني على حقوق الانسان، وتزويدهم بالمعايير ذات الصلة بتقرير الحوادث القضائية وحماية الحق في السلامة الجسدية.
وخلال جلسة الاختتام تحدث المستشار القانوني لوزارة الصحة في قطاع غزة الأستاذ سعيد البطة عن أهمية هذا التعاون مع الهيئة المستقلة في تدريب الكادر الطبي العامل في مجال الطوارئ، داعياً إلى استمرار التعاون ليشمل التدريب الكادر كاملاً، بهدف تقديم أفضل وأجود خدمة بكل نزاهة ومهنية وفق المعايير والقوانين الوطنية والدولية ذات العلاقة.
ومن جانبه أوضح عضو مجلس مفوضي الهيئة الأستاذ أمجد الشوا أنالمدخل الرئيس لهذا التدريب هو أهمية العمل في مجال الطوارئ وخصوصيته، وعلاقته في قضايا الحق في الصحة، باعتبار هذا الحق التزام أخلاقي وقانوني تجاه المرضى يجب انيتمتعوا به دون تمييز، مضيفاً أن الأطباء هم بمثابة رسل حقوق الإنسان في وزارة الصحة، لابد أن تنعكس مبادؤها ومعاييرها من خلال أداء الوزارة في إطار السلوك والإجراءات لإعطاء المواطن حقه.
واشتملت الجلسات التدريبية في يومها الأول على الحق في الصحة ومبادئ حقوق الإنسان الأساسية، والتزامات أطباء الاستقبال من منظور أهداف التنمية المستدامة (مبدأ لا مريض خلف الركب)، بالإضافة إلى مبادئ آداب مهنة الطب المتصلة بدور الموظفين الصحيين، ولا سيما الأطباء، في حماية المسجونين والمحتجزين من التعذيب، وتضمن التعريف بإعلان هامبورغ الخاص بدعم الأطباء الرافضين للمشاركة في، أو التغاضي عن التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الحاطة من الكرامة، قدم هذه الجلسات المحامي بهجت الحلو منسق التدريب والمحامي بكر التركماني منسق التحقيقات والشكاوى في الهيئة.
كما تضمن التدريب سبل الاستجابة الصحية الفضلى للنساء والأطفال وذوي الإعاقة، وضمانات الحق في الوصول للصحة للأشخاص المحتجزين أو الذين يقضون عقوبة قضائية سالبة للحرية، إضافة إلى المعالجة الفضلى لشكاوى الحق في الصحة، وتعريف بالمصطلحات الحقوقية ذات الصلة بعمل أطباء الطوارئ وعلاقتها بأبعاد المساءلة والمحاسبة. فيما قدم المستشار القانوني سعيد البطة معايير اعداد تقرير الحوادث القضائية والتزامات أطباء الطوارئ.
واختتم التدريب في يومه الثالث بدور أطباء الاستقبال وإذكاء الوعي بالحقوق الصحية النفسية للنزلاء والكشف المبكر عن مخاطر المساس بالحق في الحياة، إضافة إلى شرح مفصل حول المبادئ والمعايير والمهارات الاساسية في التعامل مع النزلاء خلال تقديم الخدمات الصحية لهم، قدمه الدكتور د. ثائر التلولي طبيب الهيئة المستقلة المختص في متابعة تمتع النزلاء بحقهم في الصحة، فيما قدم الأستاذ أحمد ثابت خبير الصحة النفسية لدى الهيئة والمختص بمتابعة مدى احترام سلطات السجون لاوضاع الصحة النفسية للنزلاء جلسة عن إدارة الضغوط النفسية لأطباء الاستقبال والطوارئ، واختتمت الجلسات بالتعريج على مدونة قواعد السلوك القانوني والأخلاقي والمهني لأطباء الاستقبال.
