معززة بشهادات شهود العيان الهيئة المستقلة ترصد جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة

5 فبراير 2024
معززة بشهادات شهود العيان  الهيئة المستقلة ترصد جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة

معززة بشهادات شهود العيان

الهيئة المستقلة ترصد جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة  

" نزحت من معسكر جباليا بعد قصف منزلي واستشهاد أهلي وامي وابي وبناتي الثلاث، وزوجتي أصيبت بشكل بليغ. شاهدت جثثهم أشلاء ولا أستطيع تخطي المنظر. مكثت 5 أيام آملاً إخراج البقية من تحت الأنقاض، لكنهم مازالوا شهداء. كانت طريق الوصول إلى جنوب غزة صعبة بعد المجزرة التي ارتكبت بحق عائلتي."

هذا ما قاله المواطن أحمد عبد الرحمن، في شهادته للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" في إطار أنشطتها الرامية إلى رصد وتوثيق جرائم العدوان الحربي الإسرائيلي والإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.

"بتمنى ارجع لغزة، وان شاء الله نعيش على الردم، ما بعرف إذا بيتنا انقصف ما بنرعف عنه شيء حد بحكيلنا انقصف تماما وحد بحكيلنا جزئي". هذه أمنية جنى ذات السنوات 12، بعد قصف منزل ذويها ونزوحها.

شكلت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" فريقاً من المتطوعين لرصد وتوثيق الجرائم على الرغم من اتساعها وجميعها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك قتل النساء والأطفال مباشرة، والذين يشكلون ثلاثة أرباع الضحايا، بالإضافة إلى قصف المباني السكنية والمستشفيات واستهداف طواقم ومركبات الإسعاف والدفاع المدني، والصحافيين، علاوة على التهجير القسري.

وفي إطار متابعة الهيئة لأوضاع النازحين في مراكز الايواء ومخيمات النزوح نفذت الهيئة سلسلة من الزياراتٍ تركزت في محافظات وسط وجنوب قطاع غزة وتحديدا في خانيونس ورفح، بهدف الاطلاع على ظروف معيشتهم والصعوبات التي يواجهونها في هذه الأماكن، ومدى تأثر النازحين.

 وتواصل الهيئة دورها في رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية التي شنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، فقد عملت على زيادة عدد الفريق وكونت فريق توثيق طارئ للعمل على جمع المعلومات حول انتهاكات وجرائم العدوان الحربي على قطاع غزة ، وعلى الرغم من أنه قد لا يكون من الممكن التحقيق في جميع حوادث انتهاكات حقوق الإنسان تحت القصف، فقد تمكنت الهيئة من جمع المعلومات من خلال المصادر المباشرة كشهود العيان وناجين وذوي ضحايا، واسرى وأسيرات أفرج عنهم رووا شهادات تعذيب ومعاملة لا إنسانية وقاسية في مراكز الاعتقال.

وتواجه فرق الهيئة تحديات عديدة في عملية التوثيق مرتبطة باستمرار العدوان، وتعرض الباحثون لمخاطر جراء القصف المتواصل وتقطيع أوصال قطاع لمناطق عمليات عسكرية، الأمر الذي من شأنه تعريض الباحثين اما للإصابة او الاعتقال، فيما يتمثل التحدي الآخر بقطع الاتصالات والإنترنت من قبل قوات الاحتلال الأمر الذي يصعب عمليات التوثيق ونقل وتحميل البيانات من تسجيلات مرئية وصوتية، وصعوبة الوصول إلى المعلومات، وإجراء مقابلات مع الشهود وذوي الضحايا جراء التعرض لصدمات نفسية نتيجة معايشة جرائم الاحتلال وآثارها الكارثية على المدنيين.

5/2/2024