تقرير تموز 2014 حول انتهاكات حقوق الإنسان
التقرير الشهري حول
الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات
في فلسطين خلال شهر تموز 2014
لرجاء الضغط هنا لتحميل التقرير بصيغة PDF
يصدر هذا التقرير في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والعقوبات الجماعية التي استهدفت المدنيين الفلسطينيين المحميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، فقد بلغت حصيلة الشهداء ما يقارب 1900 شهيداً وأكثر من 9500 جريحاً من المدنين الأغلبية هم من الأطفال والنساء والتهجير القسري لما يقارب نصف مليون مواطن وتدمير ما يزيد عن10 آلاف منزل بشكل كامل و 24 مستشفياً تدميراً جزئياً و 118 مسجداً و 167 مؤسسة تعليمية و8 آبار مياه، إضافة إلى استهداف محطات الطاقة الكهربائية الرئيسية ومدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين حيث لجأ إلى تلك المدارس ما يزيد عن 270 ألف مواطن هجروا قسراً من منازلهم.
كل هذا جاء مخالفاً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ومخالفاً لكافة الاتفاقيات الدولية وعلى وجه التحديد اتفاقية جنيف الخاصة بحماية السكان المدنين وقت الحرب وأثناء النزاعات المسلحة.
إن هذا التقرير جاء خالياً من أي انتهاك داخلية وذلك بسبب العدوان على قطاع غزة، لذا يقتصر هذا التقرير على الانتهاكات المسجلة في الضفة الغربية التي تركزت حول الاعتداء على الحق في التجمع السلمي وبخاصة في الأسابيع الأولى من الحرب.
يبين هذا التقرير أبرز الانتهاكات التي رصدتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان خلال شهر تموز للعام 2014، وقد خلصت الهيئة من مجمل ما رصدته من انتهاكات إلى النتائج التالية:
v استمرت الانتهاكات الداخلية في الضفة الغربية والتي تركزت حول الاعتداء على الحريات الصحافية وحرية التجمع السلمي والتي تراجعت في الأسبوع الأخير من الفترة التي يغطيها التقرير. v استمرار جهاز المخابرات العامة بمنع باحث الهيئة من القيام بزيارة مراكز الاحتجاز التابعة للمخابرات العامة. |
تفاصيل الانتهاكات:
أولاً: انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الشخصية.
رصدت الهيئة 3 حالات وفاة خلال شهر تموز من العام 2014 تركزت حول الوفاة في شجارات عائلية وقعت جميعها في الضفة الغربية، وقد كانت تلك الحالات على النحو التالي:
- بتاريخ 1/7/2014 توفيت المواطنة أميمه محمد عبد الرحيم جرادات 15 عاما من بلدة سعير بمحافظة الخليل، جراء طعنها بواسطة آلة حادة. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن المواطنة المذكورة توفيت نتيجة قيام عمها غير الشقيق بطعنها بواسطة سكين أثناء خروج أهلها إلى صلاة التراويح، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث وقامت بإلقاء القبض عليه وقد اعترف بالجريمة.
- بتاريخ 13/7/2014 توفي المواطن عبد الله سليمان خليفة 28 عاماً من مدينة طولكرم جراء إصابته بطعنات بواسطة آلة حادة في شجار عائلي. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فقد أصيب المواطن المذكور بعدة طعنات بواسطة سكين نفذها أبناء عمه في شجار عائلي وقع في مدينة طولكرم، كما أصيب في الشجار سبعة أشخاص آخرين، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث.
- بتاريخ 15/7/2014 توفي المواطن سليمان خليفة 60 عاماً من مدينة طولكرم متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم 13/7/2014 بطعنه بواسطة آلة حادة وذلك في شجار عائلي وقع في مدينة طولكرم، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث، وتم إلقاء القبض على الفاعلين.
ثانياً: إعاقة عمل الهيئة:
منع جهاز المخابرات العامة الزميل ياسر صلاح الباحث الميداني في مكتب الوسط، من زيارة مراكز التوقيف التابعة لجهاز المخابرات العامة للشهر الخامس على التوالي، حيث أُبلغت الهيئة بتاريخ 11/3/2014 باتصال هاتفي من قبل جهاز المخابرات العامة بمنع الباحث من الزيارة، حيث يعد هذا المنع انتهاكاً واضحاً وتدخلاً في عمل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان كهيئة وطنية ومن صلب عملها الرقابة على أماكن الاحتجاز والتوقيف.
ثالثاً: انتهاكات حرية الرأي والتعبير والإعلام والتجمع السلمي:
- بتاريخ 7/7/2014 دعت حركة حماس في مدينة الخليل عناصرها ومناصريها ومؤيديها للمشاركة في مسيرة سلمية نصرة لانتفاضة القدس في مواجهة عدوان الاحتلال، وفور الانتهاء من صلاة التراويح خرج المشاركون في المسيرة حيث كان هناك عدد كبير من أفراد الأجهزة الأمنية بزيهم العسكري والمدني حيث قاموا بمنع المسيرة من التقدم باتجاه شارع عين سارة خط سير المسيرة، كما قام أفراد الأجهزة الأمنية بعرقلة عمل وسائل الإعلام ومنعت الصحافيين من التصوير وصادرت كميراتهم، حيث أفاد الصحافي عامر عبد الحليم أبو عرفة، ويعمل مراسلاً لوكالة شهاب للأنباء، أنه تم توقيفه من قبل أحد أفراد الأجهزة الأمنية بزي مدني حيث تم اصطحابه مع اثنين من زملائه يعملان في التلفزيون التونسي إلى داخل مركز شرطة الحرس في المدينة، وتم الإفراج عنهم فوراً على الرغم من أنهما قاما بتعريف ضابط الأمن بهويتهما الصحافية. كما تم خلال المسيرة الاعتداء على بعض المشاركين بالضرب والدفع، وقد أفاد الطفل محمد أشرف بدر البالغ من العمر 13 عاماً أنه تم ركله وضربه على ظهره من قبل أحد أفراد الأجهزة الأمنية واعتقاله ونقله بعد ذلك إلى مقر جهاز الاستخبارات العسكرية في الخليل وتم التحقيق معه هناك، وكذلك تم اعتقال أشرف بدر وعبد الله القواسمة وتم الإفراج عنهم لاحقاً.
- بتاريخ 15/7/2014 قام عدد من أفراد الأجهزة الأمنية (الشرطة الخاصة والأمن الوطني) بمنع مجموعة من الشباب المتظاهرين ضد الاحتلال الإسرائيلي من التقدم باتجاه البرج العسكري وبوابة الجدار المقامة على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
- بتاريخ 16/7/2014 وبعد انتهاء صلاة الترويح نُظمت مسيرة في مخيم جنين منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوجهت صوب حاجز الجلمة شمال مدينة جنين، ولدى وصول المسيرة شارع الناصرة في المدينة قامت قوة أمنية باعتراضها ومنعتها من التقدم والاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، وخلال ذلك أطلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والغازية باتجاه المواطنين ومجموعة من الصحافيين والإعلاميين الذين تواجدوا لتغطية الأحداث. وقد تفاجأ طاقم تلفزيون "فلسطين اليوم" وشركة "راماسان" باحتجازهما من قبل عناصر من جهاز الشرطة باللباس المدني، ومنعهما من التصوير وقد نقلا إلى مديرية الشرطة، حيث تم احتجاز كل من مراد أبو عمر مراسل فلسطين اليوم وربيع منير من شركة راماسان والمصور مجاهد السعدي من تلفزيون فلسطين اليوم وبعد عدة ساعات أفرج عنهم حيث صودرت الذاكرة (وحدة تخزين) الكميرا من أجل حذف المواد الإعلامية المتعلقة بالأحداث. وقد تجددت الاشتباكات بين الشبان والأجهزة الأمنية بعد عودتهم من حاجز الجلمة على دوار السينما في مدينة جنين حيث أطلقت الأجهزة الأمنية الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والغازية باتجاه الشبان وقامت مجموعة من عناصر جهاز الأمن الوقائي بالاعتداء مرة أخرى على مصور تلفزيون فلسطين مجاهد السعدي ومنع طاقم التلفزيون من التصوير بحجة أن محافظ جنين أعلن حالة الطوارئ في المدينة.
- بتاريخ 18/7/2014 قام عدد من أفراد الأجهزة الأمنية في محافظة بيت لحم ممثلة بالشرطة الخاصة وأفراد الأمن الوطني، باعتراض مسيرة خرجت للتنديد بالعدوان على قطاع غزة التي نظمت بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي، حيث تم منع المسيرة من التوجه إلى بوابة الجدار وبرج الاحتلال العسكري المقام على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، حيث قامت هذه الأجهزة بتشكيل حاجزاً بشرياً لمنع تقدم المتظاهرين وقد قام المتظاهرون برشقهم بالحجارة ومن جهتها أطاقت الشرطة الخاصة قنابل الصوت على المتظاهرين لتفريقهم.
- بتاريخ 19/7/2014 قامت قوات الأمن الفلسطيني، بمنع مسيرة سلمية لعدد من المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي مدينة البيرة بمحافظة رام الله والبيرة، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإنه وأثناء توجه العديد من المواطنين في مسيرة رافضة للعدوان على قطاع غزة إلى مستوطنة بيت إيل قام أفراد من الأجهزة الأمنية بمنع المشاركين في المسيرة من الوصول إلى مكانهم المنشود، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المشاركين ونتيجة لذلك وقعت عدة إصابات بين المشاركين.
- بتاريخ 20/7/2014 خرجت مسيرة من مسجد النصر بمدينة نابلس باتجاه دوار الشهداء وكانت بأعداد كبيرة وتضم العديد من الشخصيات الوطنية والمواطنين، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة، فقد خرج مع تلك المسيرة بعض الملثمين من البلدة القديمة، وقاموا بإطلاق رصاص حي في الهواء ثم اختفوا، وعلى إثرها تواجد ما يزيد عن 100 من رجال الأجهزة الأمنية الذين بدءوا بالاعتداء على المسيرة، لدرجة أن النائب نجاة أبو بكر وقعت أرضاً أثناء التشابك والضرب بين الطرفين، وكذلك الناشطة النسوية السيدة ميسر عطياني والشاب خالد خندقجي الذي أفاد بمقابلة صحفية على الراديو والتلفاز بأن الشرطة المتواجدة كانت تطلق الرصاص وعلى رأسهما مدير الشرطة الذي أطلق الرصاص من مسدسه الشخصي. ومع الوقت انسحب العديد من المتظاهرين بعد أن بدأت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتواجدين. واستمر هذا الوضع إلى ما بعد الساعة 12 بعد منتصف الليل. وحسب وزارة الصحة فإن الشاب أحمد الشامي أصيب برصاصة معدنية في بطنه وكانت إصابته خطيرة وأجريت له عملية على الفور ولا زال يتلقى العلاج في المستشفى. بالإضافة لإصابة 13 آخرين من المتظاهرين والمتواجدين في المكان، بإصابات نتيجة التدافع والضرب بالعصي والأسلحة والحجارة. وهناك أيضاً 9 إصابات لرجال الشرطة بالحجارة التي ألقيت عليهم من المواطنين المتواجدين في المكان.
- بتاريخ 20/7/2014 ليلا وفي ساعات صباح 21/7/2014 خرجت مسيرة من مخيم جنين دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية نصرة لقطاع غزة، وقد انطلقت المسيرة باتجاه حاجز الجلمة بمحافظة جنين، وقد اعترضت المسيرة قوة أمنية مشتركة متواجدة في شارع الناصرة في مدينة جنين، حيث قام الشبان بإلقاء الحجارة على أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتي ردت بإطلاق القنابل الغازية المسيلة للدموع. ووفقاً لإفادة الرائد أوس عطياني، مدير العلاقات العامة في جهاز الشرطة خلال اجتماع باحث الهيئة معه بتاريخ 21/7/2014 أن عدداً من الشبان قاموا بإغلاق شارع الناصرة من خلال وضع الحجارة وحاويات النفايات وحرق الإطارات في الشارع، كما قاموا برمي الحجارة على أفراد الأجهزة الأمنية ومقر جهاز الاستخبارات العسكرية على طريق شارع الناصرة، وقاموا بتوجيه الشتائم لأفراد الأجهزة الأمنية. وأضاف عطياني أن الشبان عادوا إلى داخل مدينة جنين وقاموا بإطلاق الألعاب النارية باتجاه المحال التجارية وحاولوا الاعتداء على رجل أمن يتبع لشرطة المرور احتمى داخل إحدى المحال التجارية. وختم عطياني حديثه بأن الأجهزة الأمنية تصدت للشبان بإطلاق القنابل الغازية وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء ولم يتم احتجاز أحد.
- بتاريخ 21/7/2014 قامت قوات الأمن الفلسطيني، بمنع مسيرة سلمية لعدد من المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي مدينة البيرة بمحافظة رام الله والبيرة، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإنه وأثناء توجه العديد من المواطنين في مسيرة رافضة للعدوان على قطاع غزة إلى مستوطنة بيت إيل قام أفراد من الأجهزة الأمنية بمنع المشاركين في المسيرة من الوصول إلى مكانهم المنشود، ونتيجة ذلك المنع اندلعت مواجهات بين المشاركين وبين أفراد الأجهزة الأمنية حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المشاركين ونتيجة لذلك وقعت عدة إصابات بين المشاركين.
- بتاريخ 22/7/2014 خرجت مسيرة من مسجد الحسين باتجاه منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل دعت إليها حركة حماس في الخليل للتضامن مع غزة، حيث تم اعتراض المسيرة من قبل أفراد من الأجهزة الأمنية في منطقة دوار ابن رشد في المدينة، ما دفع بالمشاركين لسلوك طريق آخر وصولاً إلى دوار المنارة، حيث وجدوا الأجهزة الأمنية موجودة هناك تمنع تقدمهم باتجاه باب الزاوية (نقطة احتكاك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي)، وبعد ذلك سلك المشاركون طريق نحو دوار الصحة، ولكنهم تفاجأوا بوجود الشرطة الخاصة والأمن الوطني وقد نصبوا حاجزاً بشرياً لهم لمنعهم من الوصول إلى باب الزاوية. وقبل وصول المشاركين إلى الحاجز الذي نصبته الشرطة الخاصة، تم إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة الخاصة وكذلك قنابل الصوت على المشاركين، ما أدى إلى تفريق المسيرة وجرى اشتباك بين المشاركين والأجهزة الأمنية. وقد أفادت الدكتورة أماني عدنان عاشور إحدى المشاركات في المسيرة أنها شاهدت أحد المصابين في قدمه فعادت من أجل إسعافه فتم استهدافها بشكل مباشر بقنبلة غاز تم نقلها على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج.
- بتاريخ 23/7/2014 قام أفراد من الأجهزة الأمنية (الشرطة الخاصة والأمن الوطني) بمنع مجموعة من الشباب من التقدم باتجاه منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل وذلك بعد انطلاق مسيرة من مسجد الحسين في المدينة وذلك بعد صلاة التراويح.
رابعاً: التأخير والمماطلة في تنفيذ قرارات المحاكم الفلسطينية:
لم تتلق الهيئة خلال شهر تموز 2014 أي شكوى حول عدم تنفيذ قرارات المحاكم، في حين بقي 13 قراراً من القرارات السابقة دون تنفيذ حتى لحظة إعداد هذا التقرير.