بيان الهيئة الخاص بالمؤتمر الصحفي حول معاناة النساء في ظل العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة
بيان صحفي حول معاناة النساء في ظل العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة
في اليوم الثاني والتسعين للحرب تستمر معاناة سكان قطاع غزة بشكل عام، والنساء والأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الاعاقة بشكل خاص. وسنركز في مؤتمرنا الصحفي اليوم على أوضاع النساء في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدوانها الحربي الواسع وغير المسبوق، مع وصول نسبة الشهداء والجرحى والمفقودين 4% من سكان القطاع، بواقع حوالي 90 الفا. وقد قتل ما يزيد عن (7000) امرأة، إضافة الى قرابة (7,000) مفقود، بينهم أكثر من (4,700) طفل وامرأة.
وفي ظل استمرار عملية التهجير القسري، وصل عدد النازحين داخلياً إلى قرابة (2) مليون شخص، أي ما نسبته قرابة (85%) من السكان، من بينهم ما يزيد عن الـ (800) ألف امرأة، لجأن مع أسرهن إلى مؤسسات او أعيان تابعة لوكالة الغوث، او إلى الأقارب في منطقة جنوب غزة، او الى الخيام وبعضهم يفترش الشارع ويلتحف السماء دون أي مأوى، في ظل أجواء الشتاء والبرد القارس، خاصة بين من نزحوا مؤخرا من مناطق المغازي والنصيرات وخانيونس.
هناك ما يزيد عن 50 ألف سيدة حامل يعانين من العطش وسوء التغذية والرعاية الصحية في مراكز الايواء، إذ يتوقع أن تنجب 5,500 امرأة خلال الأسابيع القادمة، بمعدل 183 مولوداً جديداً يومياً، وذلك ضمن ظروف صحية غير آمنة، وعدد من الولادات تتم في الشارع او في الخيام، وقد وثقنا حالات اجراء ولادة قيصرية دون تخدير. وحتى الحالات التي تولد في المستشفيات يتم إخراجها بشكل سريع بعد الولادة مباشرة، الامر يضع كثير منهن في خطر.
يؤثر سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي سلبياً على الصحة المناعية للنساء الحوامل والمرضعات، ما يزيد من تعرضهن للإصابة بالأمراض المرتبطة بتغذية الأم مثل فقر الدم، وتسمم الحمل، والنزيف، بشكل يرفع خطر الوفاة للأمهات والأطفال معاً.
يعاني النساء من معاناة مضاعفة مراكز الايواء المكتظة، والتي لا توفر متطلبات النظافة الشخصية او الحد الأدنى من الخصوصية التي تحتاجها المرأة، في ظل نقص حاد في متطلبات الاحتياجات الخاصة للنساء. يجدر بالذكر الى أن نسبة لم يتم حصرها من النساء والفتيات اضطررن لتناول حبوب منع الحمل لإيقاف الدورة الشهرية، بسبب ظروف النزوح والتنقل الدائم وعدم الاستقرار، إضافة لفقد اللوازم الصحية والمياه ومواد النظافة، الأمر الذي سيخلق تأثيرات صحية سلبية في المستقبل.
أدى استشهاد الالاف من الرجال يؤدي الى ارتفاع نسبة النساء اللواتي يترأسن أسرهن الامر الذي يفاقم من أزمة فقر النساء في ظل توقف الحياة، وانعدام فرص العمل وإغلاق المعابر. إضافة إلى ذلك يشكّل العدوان الحربي الحالي عاملاَ آخر في انعدام الأمن الاقتصادي للنساء، خاصة من شهدن القتل والدمار وفقدان المعيل والأبناء، أو فقد المنازل والبيوت، ما يبدد لديهن الشعور بالأمان والحماية.
ويمكن القول أن جميع الأطفال والنساء في قطاع غزة تعرضوا الى جميع أنواع الاضطرابات النفسية بسبب العدوان، وهؤلاء يعانون من آثار سلبية على صحتهم النفسية والاجتماعية نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشونها، وتتضمن هذه الآثار تدهور الصحة النفسية، وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، وضعف العلاقات الاجتماعية، وصعوبة التكيف مع الوضع الجديد.
تعتبر محافظة رفح الآن الملجأ الرئيسي للنازحين، حيث يعيش أكثر من مليون و300 الف شخص في منطقة مكتظة للغاية، في أعقاب تكثيف القصف والتوغل في خانيونس ودير البلح، وأوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال. وهناك خشية حقيقة من ان المرحلة القادمة من الحرب ستتمثل في دفع سكان رفح والنازحين فيها الى التهجير الى سيناء.
تم توثيق اعتقال أكثر من خمسين امرأة من قطاع غزة من ضمنهم مسنات ورضيعات، وحسب ما وصلنا من شهادات فإنهن يتعرضن لتنكيل وسوء معاملة قاسية جدا، في ظل تعتيم كامل عن مصيرهن من قبل سلطات الاحتلال، علما بان جميع المعتقلين من قطاع غزة والذين يتجاوز عددهم 3 الاف معتقل، يمكن تصنفيهم بأنهم مختفين قسريا نظرا لعدم وجود اية معلومات عنهم.
وعليه، فإننا نطالب بما يلي:
- وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة من خلال الوقف الفوري للعدوان وإدخال المساعدات وفتح المعابر وفتح ممرات إنسانية لخروج الجرحى.
- تؤكد الهيئة على أهمية التزام مجلس الأمن بإصدار قرار بوقف العدوان الحربي على القطاع، وذلك انسجاماً مع قراراته المتصلة بأجندة المرأة والسلام والأمن، خاصة القرار 1325 والقرارات اللاحقة له، وأهمية تنفيذها على الصعيد الدولي.
- ضرورة قيام منظمات الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة، بفتح تحقيق بشأن العنف الذي يمارسه الاحتلال بحق النساء والفتيات الفلسطينيات، واتخاذ مواقف واضحة من هذه الجرائم.
- نكرر دعوتنا لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الانتهاكات الموثقة منذ بدء إسرائيل حربها على غزة، والعمل لإنهاء حالة الحصانة والافلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل، بمن في ذلك المسؤولون عن الانتهاكات الجسيمة، وتقديم جميع مصدري الأوامر ومنفذيها إلى العدالة ومحاسبتهم بما يضمن إنصاف الضحايا وتعويضهم..
- ضرورة إدراك المؤسسات الدولية الإغاثية والتنموية، خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، للاحتياجات الإنسانية والمعيشية للنساء والفتيات في قطاع غزة، وضرورة الاستجابة لهذه الاحتياجات بالسرعة اللازمة.
- ضرورة تقديم المؤسسات الدولية المتخصصة بدعم النساء، البرامج والمشاريع الهادفة لضمان حصول النساء والفتيات ضحايا عنف الاحتلال على الدعم الطبي والنفسي.
- قيام الصليب الأحمر بواجبه وزيارة جميع الاسرى الفلسطينيين خاصة أسرى قطاع غزة الذين لا نعلم عن مصيرهم شيء، بمن فيهم الاسيرات النساء.
انتهى
6/1/2024