الهيئة المستقلة تخاطب المقررين الخواص للأمم المتحدة وتحذر من تداعيات كارثة إنسانية في قطاع غزة

Content Cover

الهيئة المستقلة تخاطب المقررين الخواص للأمم المتحدة

وتحذر من تداعيات كارثة إنسانية في قطاع غزة

طالبت اليوم، الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة والأطراف المتعاقدة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في وقت الحرب لعام ١٩٤٩، للوفاء بالتزاماتهم القانونية والأخلاقية بموجب المادة ١ من الاتفاقية، تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمات حربية في قطاع غزة.

فقد وجهت اليوم، الهيئة المستقلة مخاطبات للمقررين الخواص للأمم المتحدة حول تدهور وضع حقوق الإنسان في قطاع غزة، نتيجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية في إطار الحرب التي تشنها على قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل واتخاذ جميع الوسائل للضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف الهجمات العسكرية على غزة وسكانها المدنيين، ووضع حد لانتهاكات القانون الدولي.

وتوجهت الهيئة في مخاطباتها لكل من السيدة فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والمقرر الخاص المعني بالحق بالصحة البدنية والعقلية، والمقرر الخاص المعني بالحق في السكن، والخبير المستقل في حقوق الإنسان والتضامن الدولي، واللجنة المستقلة للأمم المتحدة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وإسرائيل.

وحذرت الهيئة من كارثة وشيكة في غزة نتيجة لانهيار النظام الصحي وضعف إمكانيات الدفاع المدني، مبينة أنه قد تم تشريد عشرات الآلاف بالقوة، وأنه تم قصف مدارس وكالة الغوث التي لجأ إليها المواطنون، سيما وأن الحكومة الإسرائيلية تستغل بعض المصادقات الدولية لارتكاب مزيد من المجازر ضد سكان غزة وتنفيذ عمليات نزوح واسعة النطاق، وأشارت الهيئة إلى ارتكاب المستوطنين في الضفة الغربية أعمالاً إرهابية واعتداءات ضد الفلسطينيين، خاصة مع نشر رسائل التحريض والانتقام التي يتداولها المستوطنون فيما بينهم للانتقام من الفلسطينيين واستهداف ممتلكاتهم.

وقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة حتى لحظة توجيه هذه المخاطبات، عن مقتل ما لا يقل عن ٥٧٦ شخصًا، بما في ذلك ٩١ طفلًا و٦١ امرأة، وإصابة أكثر من ٢،٣٠٠ آخرين. بالإضافة إلى ذلك، سجلنا ١٥ حالة وفاة، بما في ذلك أطفال، في الضفة الغربية، مع إصابة نحو ٨٠ شخصًا. تستمر أعداد الضحايا في الارتفاع، حيث يحتجز العديد منهم تحت أنقاض غزة. هذا التصعيد العسكري المستمر يهدد بحياة أكثر من الأبرياء، خصوصًا الأطفال والنساء.

كما حذرت الهيئة المستقلة من إعلان المسؤولين الإسرائيليين وبشكل علني عن نيتهم قصف غزة بشكل مكثف، في الوقت الذي لا يوجد في قطاع غزة ملاجئ ضد القنابل، أو القدرة على الفرار بسبب الحصار، فقتل المدنيين الفلسطينيين بالتصفية الإسرائيلية في غزة، والذين يحميهم القانون الدولي الإنساني، لا يشكل انتهاكًا خطيرًا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ فحسب، بل يُعد انتهاكًا لمبادئ التناسب والضرورة من خلال استخدام مفرط للقوة يؤدي إلى مقتل أو إصابة الأشخاص المحميين، مما يشكل جريمة حرب.

وشددت الهيئة في مخاطباتها على أن إجراءات إسرائيل العقابية وجرائمها ضد الفلسطينيين تعود لسياستها التمييزية التي تعتمدها بناءً على أسس الفصل العنصري (الأبارتهايد)، مبينة أن والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف هو السبيل الوحد الذي يجب على المجتمع الدولي تحقيقه بما في ذلك وقف الاحتلال والاستيطان الاستعماري والفصل العنصري.