شهادة المواطنة تهاني عرفات أحمد حمادة (38 عام ) الرمال- غزة

 

أنا المواطنة تهاني حمادة (38 عام) من سكان حي الرمال- شارع الجلاء - غزة متزوجة ولدي خمس أطفال نزحت برفقتهم بتاريخ 13 أكتوبر 2023 من منزلنا في شارع الجلاء بفعل القصف العنيف المستمر والاتصال على كامل سكان عمارتنا بشكل مباشر للإخلاء من المكان حتى ابنتي الصغيرة قاموا بالاتصال على هاتفها وهددوها بالخروج من المنزل أيضاَ، وبالفعل بعدها تم قصف العمارات المجاورة لنا ومربع سكني كامل بجوارنا وأرض ملاصقة لنا مما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة في منزلنا ومن شدة القصف أغلق علينا باب البناية وشعرت أنا وأطفالي بالخوف والذعر الشديدين ولم نستطع فتحه إلا بعد مناشدة من الخارج وتدخل من الناس .

خرجنا مباشرة بعد تمكننا من فتح باب البناية وانتقلنا إلى مدينة الزهراء ولكن لم تكن الطريق آمنة حيث شاهدنا أثناء مرورنا سيارات من النازحين تقصف أثناء سيرها وتشتعل بها النيران وكان هناك شهداء في المكان، مكثنا في شقة في مدينة الزهراء إلى غاية 20 أكتوبر 2023 حيث قام الاحتلال مجددا بتهديدنا بالإخلاء تمهيداً لقصف الأبراج المجاورة لنا وبالفعل مباشرة وما ان تم الاتصال تم استهداف المكان بصاروخ استطلاع لكي نسرع في عملية الإخلاء، وبالطبع خرجنا بدون متعلقات شخصية على أساس أننا سنرجع إلا أن الاحتلال منعنا من الرجوع واستمر بقصف المنطقة لتخويف الناس، وعليه انتقلنا إلى مدرسة صبرا وشاتيلا وما ان مكثنا هناك حتى قام الاحتلال بقصف برج مجاور لها بصاروخ استطلاع ووصلت الشظايا إلى المدرسة وألحقته بصاروخ آخر في ساحة المدرسة التي كنا نحتمي بها مما أدى إلى اصابة ابنة أخي جراء ذلك.

خرجنا من هناك في تمام التاسعة صباحاً في اليوم التالي إلى جامعة فلسطين ولكن وجدنا أبوابها مغلقة بسبب تهديد مجموعة من الأبنية المجاورة لها فاضطررنا للمكوث في الشارع والنوم هناك حتى صباح اليوم التالي وكنا طوال الليل نبكي ونتشاهد على أرواحنا.

في صباح 21 أكتوبر 2023 وصلنا إلى خانيونس على أساس أنها منطقة آمنة ولكن لم نعرف مكان نذهب إليه فاستضافونا أناس لديهم لمدة يوم ونصف ولكن أحسسنا بخوف نتيجة وجود العديد من الأراضي الفارغة بجانبهم فرجعنا إلى منزلنا في حي الجلاء بتاريخ 22 أكتوبر 2023 ولكن ما وجدنا إلا اشتداد القصف بصورة أعنف وارتكاب العديد من الأحزمة النارية وتم قصف المربع السكني الذي نسكن فيه ومؤخرا عرفنا بتاريخ 3 ديسمبر 2023 عرفنا أنه تم قصف عمارتنا بالكامل والتي كانت تحمل أحلامنا وآلامنا في نفس الوقت.

في صباح 23 أكتوبر 2023 قررنا الرجوع مرة أخرى إلى صناعة خانيونس وقتها أحسسنا بالأمان نوعا ما ولكن وجدنا ظروف معيشية صعبة للغاية حيث جلسنا أيام في العراء قبل الحصول على خيمة صغيرة مساحتها لا تتعدى المترين في مترين نعيش فيها حوالي 16 شخصاً بدون أي مقومات للحياة ونعاني هنا من العديد من الأمراض نتيجة الظروف الصحية الصعبة وعدم وجود مكان للاستحمام ولا غاز للطهي ولا ملابس تدفئ أطفالي حيث ننام بدون فراش ونملك أغطية غير كافية في ظل هذا البرد الشديد.