شهادة المواطن معاذ عبد الباسط الحو (19عام ) جباليا - غزة
نزحت برفقة أهلي وأخوتي في يوم 21 نوفمبر 2023 بفعل القصف الهمجي والمستمر بالقذائف المدفعية والطائرات الحربية ووصول الشظايا إلى منزلنا وتضرره بشكل كبير بالرغم من قرارنا بالصمود على أرض الشمال وعدم الخروج إلا أن الاحتلال استمر أيضا برمي المناشير التي تهددنا بالإخلاء الفوري وبعبارات تحذيرية شديدة اللهجة، كما أنه لم يتوقف عن قصف المستشفيات والأماكن الآمنة منها مستشفى الاندونيسي وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة وتكدس المصابين والشهداء في الشوارع بدون اسعافات أو عناية أو حتى دفن للجثث مما أدى الى خوفنا من أن يطالنا نفس المصير (وما نلاقي مين يدفننا أو يكفننا) .
خرجنا إلى دوار الكويت تحت القصف العنيف والهمجي سيرا على الأقدام وصولا إلى محررة نتساريم وأثناء اقترابنا من المرور من البوابة سمعت صوتا ينادي نحوي بعبارة " أبو الجاكيت الأسود تعال" فرفعت يدي لأتأكد أن الكلام موجه إلي فأخبرني أنني نعم أنا المطلوب وأخبرني بأن أترك ما بيدي واتوجه نحوه وكنت وقتها أجر عربة كرسي متحرك لقريب لي ، أمرني أن أتقدم متر للأمام ثم متر آخر لليمين ثم رمي حقيبتي متر إلى الأمام وأمرني أن أنزل على ركبتي وأضع يدي على رأسي ووضعوني أمام مجموعة من الكاميرات برفقة مجموعة أخرى من الشباب كانوا قد اعتقلوهم قبلي أيضا على هذه البوابة من ضمنهم أخي الكبير حمزة عبد الباسط عودة الحو - الذي لا يزال إلى الآن معتقلا ولا نعرف معلومات عنه بالرغم من مطالبتنا الصليب الأحمر بذلك - .
ظللت على هذا الوضع تقريبا ساعتين إلى أن جاء دوري طالبوني بتسليم هويتي واسمي رباعي ومن ثم أمروني بالعودة يمينا والجلوس على تلة صغيرة هناك، ثم بعد مرور ساعة أخرى نادوني مجددا وشتموني بألفاظ نابية وكانوا يصرخون على كل الموجودين هناك ولقد رأيتهم يجردون بعض المعتقلين من ملابسهم بالكامل ويأخذونهم إلى أرض فارغة بجانب المكان المتواجدين فيه وكنت طوال الوقت أتشاهد على نفسي لأنني ظننت أنها النهاية وأنهم سوف يطلقون النار علينا جميعا.
وبعد أن استمر ذلك ساعات وتم التأكد من كل المعلومات حولي وعدم وجود أي شبهة علية تم أمري بالرحيل وإطلاق سراحي ولكنهم استمروا بإطلاق النار علينا أثناء إطلاق سراحنا حتى وصلنا إلى مدخل البريج ومنعوني من اللقاء بأخي أو معرفة أخباره، وبعد أن وصلت إلى نقطة آمنة نوعا ما كنت قد ضللت الطريق عن أهلي نظرا لعدم وجود أي وسيلة اتصال أو انترنت حيث أن الاحتلال عند اعتقالي أمرهم بالمضي قدما وعدم التوقف ، فاضطررت للبقاء في النصيرات ليلتها إلى أن ساعدني شخص على الاتصال بأهلي واللحاق بهم في صناعة خانيونس هنا في المنطقة التي ادعى الاحتلال بأنها آمنة ولكنها ليست كذلك.