شهادة الناجية تمام موسى حمدان الديري (66 عام) حي الزيتون -غزة

في يوم الاثنين الموافق 23 أكتوبر 2023 في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا تم قصف المسجد المجاور لنا (مسجد الايمان)، ويبعد عنا مسافة أقل من متر حيث تم قصفه بصاروخ حربي اف 16 وانهالت علينا العمارة المكونة من ثلاث طوابق و6 شقق مع الأرضي وكنا قرابة 100 شخص تحت الأنقاض منهم 36 شخص سكان العمارة الأصلية وتقريبا أكثر من 60 شخص من النازحين لدينا، حيث تدمرت 3 شقق بشكل كامل و3 شقق بشكل جزئي، حيث كنت أنا وقتها احضر الخبز في شقتي في الطابق الأرضي ولم أحس بأي شيء وقتها سوى نزول الردم علينا وانعدمت الرؤية عندي ولم أسمع أصوات سوى طنين خفيف وشعرت بالبرد الشديد وتوقعت أنني استشهدت وأنني أحلم، واستشهد وقتها 7 أشخاص من أفراد عائلتي من أولاد ابنائي وبناتي وجميعهم أطفال منهم محمود صالح محمود الديري، ومحمد صالح محمود الديري، محمود محمد يوسف الديري وعلاء إبراهيم الديري و محمود محمود أحمد الديري وعمره 7 شهور، ومحمود حمادة أحمد الديري، سهام محمود الديري.

وبعد مرور أكثر من ساعة على وجودي تحت الأنقاض وصعوبة إزاحة الردم من فوقي ووقوع عمدان الباطون فوقي أخذوني إلى مستشفى الشفاء ومكثت هناك 10 أيام إلى تاريخ 3 نوفمبر 2023 وهو اليوم الذي تم فيه تهديد المستشفى باقتحامه من قبل الاحتلال واشتداد القصف في محيط المستشفى وفي المستشفى نفسه وتكدس الشهداء في المستشفى وحولها الأمر الذي أجبرنا على النزوح نحو جنوب غزة حيث أخذنا سيارة أجرة ومشينا عبر خط البحر وأثناء مرورنا من أمام صالة سما غزة تم ضرب عجل السيارة التي كنا نركبها بقذيفة من الزوارق الحربية وأصبحنا نتشاهد على أنفسنا خاصة وأن السيارة أصبحت تتأرجح بسبب هذه الضربة ولكن قررنا الاستمرار رغم أن السيارة كادت أن تنحدر على الطريق والقصف لم يتوقف خاصة وأنني أصبحت مقعدة بسبب إصابتي ولا أستطيع النزول والمشي.

وصلنا في نفس اليوم إلى مدينة حمد في خانيونس حيث جلست في شقة لابنتي في البرج رقم i3 ، وجلسنا هناك إلى غاية 1 ديسمبر 2023 وهو اليوم الذي تم تهديد أبراج حمد بالإخلاء حيث قصف الاحتلال يومها 12 برج في آن واحد وأبلغنا الصليب الأحمر بالإخلاء بشكل كامل وعاجل وقام الاحتلال برمي مناشير أيضا وتهديدنا بالإخلاء، خرجنا يومها بسيارة اجرة إلى صناعة خانيونس، ومرة أخرى نزحنا بتاريخ 21/12/2023 من الصناعة بعد اشتداد القصف واستمرار القصف المدفعي العنيف وأخذنا سيارة أجرة إلى رفح تل السلطان تحديدا الحي السعودي وأسكن هنا في خيمة 5×3 بدون مقومات للحياة وأجد صعوبة في ممارسة نشاطات يومية واحتياجاتي بسبب اصابتي.

بمعاينة طبيب الهيئة تبين أنها مصابة في قدميها الاثنتين، القدم اليسار بها بلاتين والثانية بها تهتك في عضلات الرجل وتعاني من حرق نار في الجانب الأيمن مع ورم ولايزال يقطر دما إلى اليوم على الرغم من مرور شهرين على الاصابة، كما تعاني من جرح كبير في الرأس والجبهة بطول 20 سم.