شهادة المواطنة نسيم خالد علي غباين (36 عاماً) الشجاعية - غزة
احنا بأول يوم 7 أكتوبر يعني صحينا زي كل الناس على صوت انطلاق الصواريخ ما كنا لسا فاهمين اشي، كل واحد يحلل ع كيفو صار بالليل اغتيال، ما كنا عارفين الأسباب بعدين لما اتضحت الصورة وايش اللي صار احنا منطقة متطرفة في شارع بغداد فبنخاف يعني عادةً بالحروب بننزح بأي حرب سابقة نطلع من بيتنا لأنوع الحدود زوجي حكالي خدي البنات وروحي ع شارع النفق عندي أربع بنات وولد روحي ع شارع النفق منطقة غرب غزة بتكون دايماً أأمن من المنطقة الشرقية فرحنا عند اختي في شارع النفق يوم 7 أكتوبر وصلنا ضلينا عندها مدة أسبوع صار القصف بشكل عنيف، البنات وابني ما يناموا طول الليل صاحيين ما في نوم ما في اكل كان الاشي كتير خاصة قصفوا كذا مكان قريب صرنا نفتح ع الأخبار، الناس كلها تحكي اتجهوا جنوب غزة مش علشان انو انتي مش مامنة بقدر ربنا علشان خوف الصغار ليش يعيشوا بالخوف حتى لو مكتوبلهم اشي ما يكونش قبلها رعب يوم الجمعة 13 أكتوبر اجا بابا اتصل صاحبوا في النصيرات وحكالو عندي مكان الشقة مش كاملة يعني في حالة بناء ما فيها شبابيك ما فيها اشي بس يعني انها في الجنوب في النصيرات ودا اهلي اختي واخويا وامي اول شي وبعدين حكالي برجعلك وباخدك كمان بعدين رجعلي ورحت انا وبناتي وابني وصلنا بعد الضهر الناس رحبوا فينا واستقبلونا بدينا لسا بنعمل شباك نايلون حتى ما اهملونا انو الجنوب ، ما سمعنا قصف في الجنوب كان اخف بكتير فرحوا البنات وشوي اطمأنوا وصار يتحسن اكلهم بنتي من الخوف في صف ثالث ابتدائي اسمها ايمان ما بتطلع من الحمام دايماً بتستفرغ واسهال، يوم الجمعة حسيتهم أحسن وفرحت ضلينا السبت ويوم الأحد الساعة 10 الصبح انقصف البيت كله انا بالأول كنا صاحين الصبح عندهم الناس بير مي طلعت مي وحممتهم وفرحت وكان أول مرة النا بنتحمم من أسبوع وقاعدين يلعبوا وكان في الدار احنا والناس اللي رايحين عندهم ودار عمي كمان اخدناهم معانا يمكن 20 طفل في البيت يعني بناتي 5 وكمان كناين دار عمي معاهم 15 طفل او 20 طفل ولا حدا نجي ولا طفل طلع ناجي فجأة لما انقصف البيت على الساعة 10 تقريباً حسيت حالي انا اندفنت بس ضليت واعية حاسة بكل اشي بس ظلمة زي كأنك في قبر، فجأة اندفنتي قعدت افكر فكرت حالي انا متت يعني ما كنت اعرف انو انا لسا عايشة وقعدت أقول انو هيك يعني اللي بستشهدوا هيك شعورهم بعدين لأ انا صاحية بس مش سامعة ولا صوت ولا صراخ ولا اشي صمت وظلمة واشي ثقيل ع ضهري حجار قولت بديش اصرخ علشان اذا ولادي سامعين صوتي ما يخافوش خلص ليش يموتوا وسامعين صراخي قعدت أقول انا هنا ان هنا، سامعة صوت رجال برة بقولوا هان تعال زي مناداة بس مين بالضبط هدول الرجال مش عارفة، اول شي فكرتهم اهلي انو بس احنا الشقة تاعتنا اللي فوق اللي انقصفت واللي تحت سليمة وطلعلونا فكرتهم اهلي قعدت أقول انا هنا وانادي بعدين قولت بديش اموت وانا بصرخ ضليت احكي دعاء سيدنا يونس اللهم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وسلمت امري لله بديش اضل انادي وبعيد الصوت وفش هوا ولا اشي فجأة انفتحت الحيطة اللي كانت على ضهري وصاروا يشدوني مسعفين لما اتطلعت هيك شفت ضو الشمس نهار الدنيا دخلوني بسيارة اسعاف لقيت المسعفين اللي ورا حاضنين بنتي اللي بصف ثالث وبنت اللي عمرها ٣ سنين بيسان وايمان وقولتو هدول بناتي هو هيك حاضنهم ومش مبين وجههم بس مبين انهم كاملين بس الجسد بس رمل ودم وبوقلو هدول بناتي؟ المسعف أتطلع في اللي جنبوا هما اتنين مسعفين كل واحد ماسك حدا وهيك عملوا يعني اشرله إشارة انو مستشهدين بس التاني حكا بخير بخير بس انا عرفت انهم مستشهدين وصلنا للمستشفى وقعدت اقولهم ولادي واهلي امي وابوي واخوي ولا حدا كان طالع ولا حدا كان لسا ضليت في الاستقبال في المستشفى ما كان في جروح صوروني وقال ما في نزيف داخلي بس كسر بالحوض وحرق في رجلي وما شفت حدا للعصر وانا اسأل يجي الشرطة الأمن يقولي كان في عندكم حدا حاطط تقويم ع اسنانه؟ يسألني عن أوصاف أهلي بس انا مش عارفة بيسألني ليش! هما شهداء ولا مصابين؟ بقولوا اه اختي حاطة تقويم ويجيبلي صور اوهوية يقولي انتي الوحيدة الواعية هاد مين وهاد مين ما حدا عارف الدار هاي مين فيها ولا الجيران عارفين عندهم لاجئين للعصر حكولي وعرفت انه تقريباً مطلعين تالا بنتي الكبيرة بصف أول اعدادي عمرها ١٣ سنة
ومعها ايمان وبيسان الي معاي بالإسعاف وضل ابني وحيد بصف أوب ابتدائي واخته سما كانوا لسا مش طالعين من تحت الأنقاض راحوا حولونا على مستشفى يافا ما في مكان النا في شهداء الأقصى روحوا ع مستشفى يافا واستني الخبر كيف انا بدي اروح وانا لسا مش عارفة كيف بدي اسيبهم هاد المكان اللي هما بوصلوا فيه بالأول رفضت، بعدين انتي يختي ما في وسع في شهداء بيجوا كان في كمان مجزرة تانية في نفس التوقيت لدار الطويل وصلت المستشفى هما دار صيدم اللي احنا كنا عندهم وكانوا كمان جايين مصابين مجزرتين جايين بنفس الوقت ما في والطوارئ مليانة فانتي حالتك شوي مستقرة روحي ع مستشفى يافا رحت بالاسعاف على مسشتفى يافا واستنى انو خبر عن هادا شفت بس الناجي معايا اخويا حروق في وجه وبلاتين في رجليه هلقيت احنا 5 أيام وكتبوله خروج واحنا ما النا مكان في الجنوب اضطر يرجع لسا كانت مفتوحة الطريق اضطر يرجع على غزة عند دار عمي اللي ضلوا في غزة بعدين سكرت الطريق صرت انا الوحيدة هان في الجنوب وهو اللي ضل من اهلي في غزة وما في تواصل كمان ومن يومها شهرين ضليت في المستشفى اجت يعني معاي بنت حماتي هما كمان نزحوا ع خان يونس وضلت هي الوحيدة معايا لليوم هاد اللي صار معانا استشهد كتيد يعني 27 شخص هاد من عيلتنا عيلة غباين وبناتي وغير سكان المنزل كلهم ما عدا ابوهم كان طالع يشتري علاج راجل كبير كتير يمكن عمره بالسبعين ومعاه اكتئاب اصلاً ويعني رايح يجيب علاج الاكتئاب من العيادة رجع لا اهله ولا أولاده ولا الناس اللي كان مستقبلهم. مرتو ( زوجته) دكتورة في الجامعة شريعة وأولاده اتنين شباب وبنته ما شاء الله هادي دار صيدم الأولى ع الوطن كانت دار عمهم برضه اللي جنبهم استشهدت والبنت الصبية يعني كتير مش عارفة الشهداء كتير والناجي انا واخويا وهو الراجل علشان كان طالع برة وبس ما في حدا تاني ناجي يعني بالنسبة لمنطقة امنة في غزة ما في منطقة امنة انتي بس اربع حيطان تكوني تحتهم ولا ترتمي بالشارع وبنسمع صوت قصف يعني قبل فترة قصفوا بجنب المستشفى وهاد الشباك كله وقع علينا احنا بطلنا ندور ع منطقة امنة احنا دورنا بس ع مكان تكوني عايشة فيه لحد ما يجي اجلك بالاخر كلها أقدار يعني أول أيام كان يصير معي نوبات هلع يحطولي اكسجين احس حالي قلبي يدق بسرعة وما اقدر لا اسمع أسماء ولا حدا يجيب سيرتهم او صورتهم وبعدين شوية شوية هيك الواحد وكل امره لله وشاف انو كل الناس نفس مصيبتك لو انتي وحدك اللي صار معاكي الاشي هاد يمكن كان انهرتي بس كل الناس حواليكي اللي رايح ولادها واللي رايح جوزها يعني اشي بصبر وبنصبر بعض وصرنا نتجاوز الموضوع وخلص نسلم امرنا لربنا شوية شوية صار الواحد موقن انه خلص هاد الحياة بدها تنتهي والعوض ان شاء الله هيجي في الحياة الأخرة
الحمدلله الحمدلله
من كثر ما الواحد فقد بطل عنده، مش عارفة انو ربنا هيك يجمعني بزوجي عن قريب يارب بس اشوفه واشوف اخوي اللي بغزة اللي مش قادرة اشوفه من يوم ما انقصف واحنا كل واحد بجهة هو اللي ضايلي من اهلي وزوجي بغزة ونفسي الله يجمعنا اخو لزوجي ضل في غزة مرته كانت حامل وحكوا عن الممر الأمن والناس بتيجي مشي هي تعبانة مش هتقدر تمشي كل هاي المسافة قال بضلوا في غزة لحد ما مرته تقوم بالسلامة وتولد وبعدين يجي ع الجنوب صار مع مرته الطلق وراح بده يجيبلها سيارة علشان ياخدها ع المستسفى انقصف البيت اللي هما في عند أهلها استشهدت سلفتي وزوجها وأولادها التنين عندها بيبي 3 سنين والكبير لسا بالروضة وهي حامل بالشهر التاسع استشهدوا كلهم ما ضل من العيلة حدا