شهادة المواطنة هدى هاني رباح الحطاب (33 عاما) تل الهوى - غزة

أنا المواطنة هدى هاني الحطاب (33 عام) من سكان تل الهوى – غزة بجوار مستشفى القدس متزوجة وعندي 6 أولاد من ضمنهم 4 أطفال، وأسكن برفقة عائلتي بعمارة بلبيسي وقنوع بحي تل الهوى،  خلال أول يومين للحرب والعدوان على قطاع غزة، كان صوت القصف والانفجارات عنيفة وقوية جدا، كانت الأصوات  لا توصف، وسط خوف وفزع أطفالي الأربعة، وفي اليوم الثامن للحرب على غزة أي بتاريخ 15/10/2023، تم قصف منزل مكون من طابقين بجوارنا، وعلى أثر ذلك تضرر البرج والشقة التي كنا نسكنها ومساحتها 140 متر، بشكل كبير حيث لحق الضرر ببعض الجدران والشبابيك وأصبحت الشقة غير صالحة للمعيشة والسكن، وعلى أثر ذلك اضططرنا للجوء إلى احدى المدراس لنأتوى بها خشية القصف والدمار الذي أصبح يطول كل شيئ بغزة، فلجأنا إلى مدرسة ذكور البحرين الاعدادية بمنطقة تل الهوى لنأتوي بها، وبالرغم من صعوبة الاقامة والعيش بها خاصة أنه كان بها مبنى قيد الاصلاح، فمكثنا ثلاث أيام وسط أوضاع معيشية غاية في الصعوبة والمعاناة من حيث النوم واستخدام الحمام ومن حيث توفير الطعام والشراب وتوفير مياه صالحة للشرب ليستخدمها أطفالي فكنا نعبي المياه من خارج أسوار المدرسة وسط الخوف والتوتر من أي استتهدافات لجيش الاحتلال، وبالرغم من تلك كل الظروف إلا أن ادارة وكالة الغوث( الأونروا) أبلغتنا في داخل المدرسة بأنها ترفع ايديها على المدرسة وعلى سلامة وحياة كل النازحين داخل المدرسة، فبدأ النازحون بترك المدرسة وهذا القرار جاء بعد ثلاث ليالي فقط من مكوثنا داخل أسوار المدرسة، وعلى أثر ذلك توجهنا إلى احدى مدارس الأونروا لا أذكر اسمها تحديدا بمنطقة الصحابة، وبقينا فيها لمدة عشرون يوما بالكاد حصلنا على فرشتين وبطانيتن لننام عليها أنا وزوجي وأطفالي الأربعاة وسط صعوبة الحصول على المياه، وخصوصا المياه الصالحة للشرب، وفي صباح يوم 5/11/2023، أسقط جيش الاحتلال منشورات على منطقة الصحابة وسقطت بعض المنشورات داخل ساحة المدرسة تطالبنا بالاخلاء فورا، والتوجه إلى منطقة جنوب وادي غزة، وفي الفترة التي كنت أتواجد بها في المدرسة بمنطقة الصحابة برفقة زوجي وأطفالي، كانت أختي واسمها ايمان هاني الحطاب(42)، وبرفقة زوجها وأبنائها الأربعة يقيمون في منزل لدى أقارب زوجها بمنطقة الصحابة أيضا بالقرب من المدرسة التي كنا نازحين بها، وحيث عند بداية نزوحي من منطقة الصحابة لاتجه إلى جنوب وادي غزة، قمت بالاتصال بها وطلبت منها أن تنزح معنا برفقة زوجها وأبنالئها، فرفصت الأمر لعدم وجود أي مكان أو مأوى سواء لأقارب أو أماكن أخرى ممكن أن تنزح اليها وعدم ووجود أي أغطية أو فراش أو مستلزمات علما بأننا سوف ننزح عن طريق الممر الأن مرروا بجيش الاحتلال الذي يمنع حمل أي شيئ من الأغراض والمستلزمات، وبتاريخ 5/11/2023 نزحت إلى الجنوب مشيا عبر الأقدام وكانت حماتي ( والدة زوجي) مقعدة على كرسي متحرك وكنا نسحبها طول الطريق من الصحابة إلى غاية مفترق نتساريم مشيا على الأقدام وكنت أمشي برفقة زوجي وأطفالي، وكانوا يمشون معنا بعض النازحون الذين اضطروا للنزوح، وفي أثناء مشينا كانت الدبابات تلاحقنا بين مكان وأخر، وقد شاهدنا عشرات الجثث المقاة بجانب الطريق أثناء سيرنا وكانت بعض الجثث متحللة لطول الفترة التي بقيت بها في الشوارع، وقبل الوصول إلى مفترق نتساريم قصفت دبابة بقذيفة مدفعية مجموعة من النازحين الذين كانوا يمشون وقامت بقتلهم دون علمنا بمصيرهم هل جميعهم شهداء أم بينهم اصابات، لا أحد يستطيع أن يلتفت أو يقدم أي مساعدة لأحد، كان جيش الاحتلال يستهدف أي شيئ في الطرقات، كانت عملية النزوج خطيرة للغاية ومؤلمة وكان الخوف يسيطر علينا طيلة مسافة الطريق والمشي، ووصلنا إلى مخيم للنازحين غرب مدينة رفح بالقرب من مسجد العطار وقمنا بعمل خليمة صغيرة لنتأوي بها- مع انعدام أي مقومات أساسية للحياة، وبقيت على تواصل دائم مع أختي ايمان في غزة، وأخبرتني بأنها عادت إلى شقتها بعمارة جذور الكائنة بمنطقة اللبابيدي بحي النصر ومكثت 5أيام الهدنة داخل الشقة وباليوم الأخير للهدنة وفي صباح اليوم تلي همت للخروج هي وأسرتها، ولكن تفاجئوا بوجود دبابات جيش الاحتلال أمام باب العمارة، فعادوا واحتموا داخل مدخل العمارة ( بيت الدرج)، وبقوا محاصرين داخل العمارة لمدة أكثر من أسبوع، لأن الدبابات أصبحت بكامل محيط المنطقة وبدأت تستهدف بقذائفها الطوابق العلوية من العمارة، فظلوا مختبئين داخل بيت الدرج باعتباره أكثر أمنا، إالا أن تم اطلاق قذيفة بواسطة دبابة داخل مدخل العمارة أدت إلى اصابتهم جميعا اصابات متفاوتة وكنا على تواصل يومي معهم وكانوا يناشدون يوميا أي فرق اسعاف أو دفاع مدني تقوم بانقاذهم واسعافهم، وكان ايمان قد اصيبت ببتر بقدمها اليسرى وكانت إصابات الأاولاد غاية في الخطورة وبقوا ينزفون ويناشدون أيام عديدة دون جدوى لأن الدبابات تمنع أي شخص من الحركة، وبعد مرور الوقت أستشهد:

1_ سعد سهيل سعد السويركي (18)

2_ تالا سهيل سعد السويركي (14)

3_ محمد سهيل سعد السويركي(05)

واستشهدت الأم بعد نزيف استمر لمدة واحدوعشرون يوما وهي ايمان هاني الحطاب (42)، وهي كانت مبتورة القدم بينما تم معالجة بعد 22 يوما الأب سهيل سعد السويركي(47)، والطفلة سمية سهيل سعد السويركي (16).

ملاحظة: نجت الابنة سمية الناجية الوحيدة من القصف ولديها شهادة مدونة في هذا الموقع

 

 

 

موثق الإفادة/

حازم أحمد المدهون

المعرض