شهادة الاسيرة المحررة أسيل حاتم يوسف أبو زايده ( 20 عام )

Content Cover

أنا المواطنة أسيل حاتم أبو زايده أبغ من العمر 20 عام، ادرس طب صيدلي سنة ثانية في جامعة الأقصى ، من سكان معسكر جباليا شمال غزة ، أفيدكم أنه  بتاريخ 22/11/2023 وخلال رحلة النزوح من شمال غزة إلى الجنوب برفقة عائلتي المكونة من ستة أشخاص وهم عبد الله وأسامة وسارة وميس والأم خولة وأنا أسيل ووالدي بقي في الشمال ولم يأتي معنا. خرجنا من منزلنا الكائن في معسكر جباليا ووصلنا إلى الدوار الكويتي في تمام الساعة العاشرة صباحاً، بعدها ركبنا على عربة يجرها حمار حتى وصلنا حاجز للاحتلال، شاهدت حينها أكثر من سبعة دبابات وكنت أمسك بيد أختي الصغيرة سارة والتي تبلغ من العمر 7 سنوات، فجأة طلبوا الجنود من الجميع الجلوس في مكانهم وجلسنا على الأرض لمدة ثلث ساعة، وكانوا مجموعة من الجنود ينادون على الناس بميكروفون وكانوا يبعدون عنا 300 متر، بعد ذلك طلبوا من الجميع الوقوف رافعين الهويات والنظر لليسار وهي جهة الجنود جهة الشرق ودخلنا الحلابات وهي غرفة كمن الحديد مفتوحة من الأعلى، بعدها نادوا عليا وكانت أمي أمامي وأخي أسامة وأختي ميس وعبد الله وأنا كنت آخرهم، فنادى الجندي وقال (البنت الي مش محجبة والي لابسة شالة بيضاء) مع أني لم أكن ألبس شالة بيضاء ولم أرد فقال لي (انتي يا حمارة انتي والي قدامك تعالي) فذهبت باتجاههم ووقفت في طابور آخر من الناس وكان جندي وراء تلة يبعد عنا 15 متر طلب مني رقم هويتي فنقلته له ثم قال لي اذهبي للطابور الثالث أنا وميس أختي، في الطابور الثاني نادى عليا بالاسم قبل أشخاص آخرين كانوا أمامي وقال لي اذهبي باتجاه التلة الصغيرة وخفت على أختي ميس فقلت لها اذهبي باتجاه والدتي، بعدها قال لي اذهبي للعلم الأخضر، ومشيت أربعة خطوات تقريباً وكان يوجد حائط فقط وسواتر رملية وضعونا خلفها وكان يوجد ثلاثة جنود (جنديتان وجندي) وكنت وحدي فطلب مني رمي كل شيء في جيبي، وكنت أحمل حقيبة صغيرة فيها ذهب خاص لوالدتي بقيمة 40 ألف دولار، فقلت له فيها شيء ثمين ولكنه أمرني بإلقائها، وطلب مني الجندي أيضاً بخلع الجلباب ونفضه بعدها طلب مني خلع البلوزة والبنطلون وكنت ألبس أكثر من بنطلون وبلوزة، ثم قالت لي المجندة البسيهم مرة أخرى، بعدها قالوا لي تعالي وقاموا بعصب عيني بقطعة من القماش وربطوا يدي للأمام بمربط بلاستيكي وبعدها قامت المجندة بإمساكي من ذراعي واقتادتني للأمام وجعلتني أوقع على ورقة وأنا مغمضة العينين، ووقفت بعدها وأجلستني على كرسي وسألني شخص يتحدث العربية ما اسمك وما عمرك، بعدها قال لي عائلتك بعد 500 متر أوقفناهم وأخذناهم، وسألني عن تخصصي في الجامعة وفي أي سنة واسم والدك ووالدتك ومهنتهم، ثم سألني هل تعرفين أحد ينتمي لحركة حماس من أقاربك فأجبته لا أعرف وسألني عن مكان المخطوفين الاسرائيليين وقلت لا أعرف وسألني عن عدد اخوتي وأجبته، بعدها قال لي سأسألك بعض الأسئلة على جهاز كشف الكذب وكنت حينها جالسة على الكرسي ومعصوبة العينين، فأخذني وأجلسني على رمال وكانت عدة خطوات حتى جلست، فنظرت من أسفل العصبة على العينين فوجدت بنت مقابلة لي في المكان، علمت لاحقاً أن اسمها لينا طبيل، بعدها سمعت صوت مجندات مصطحبات معهم فتاة أخرى ثم قاموا باقتيادنا مشياً على الأقدام لمدة دقيقة وأجلسونا مرة أخرى على الرمال وكان معي فتاتين أخريات وعلمت ذلك من خلال السمع واسترقت النظر تحت عصبة العينين، وأحضروا فتيات أخريات إلى أن أصبح عددنا ستة فتيات واقتادونا إلى الجيب وكان الوقت تقريباً عصراً وأحضروا لنا فقط المياه وكان الجو بارداً فطلبت احدى الفتيات حرام ولم يعطوها. وضعوا على أيدينا رقم عبارة عن جلدة بلاستيكية مكتوب عليها رقم 12، وبعد دخول الليل حملونا بعنف إلى الجيبات، حيث حملني إحدى الجنود من الكتفين من الخلف ولا أعلم إن كان جندي أو مجندة، ومشى فينا الجيب تقريبا نصف ساعة، واستدركت قائلة خلال جلوسنا على الرمال كنا نسمع صراخ رجال من شدة الألم، وتقديرا، ومشى الجيب فينا وكان متصل في الجيب عربة أخرى فيها أسرى رجال وعلمنا ذلك من خلال صراخ أحدهم بأن يده تألمه، ثم أنزلونا وكنا نسمع صوت صفارات انذار واشتباكات ولا أعلم أين هذا المكان ولكن أعتقد أنه على حدود غلاف غزة، أجلسونا على بطانية موضوعة على حصمة، طلبت فتاتين منا الذهاب للحمام وبعد ذلك علمت أنهم قضوا حاجتهم في الخلاء، وطلبنا بطانية فأعطونا واحدة فقط وكانت خفيفة فطلبنا بطانية أخرى ورفضوا ذلك، وطلبنا الماء فأعطونا. كان بجانبي فتاة تعاني من آلام في البطن اسمها ياسمين مرشود أحضروا لها الطبيب وأنا كنت أترجم للطبيب وقال الفتاة حينها للطبيب أشعر أني أجهضت، وكانت حامل في الشهر الثاني، علما أنه طلب منا خلع أحذيتنا وطوال الوقت كنا معصوبي الأعين ومكبلي اليدين فقال لها الطبيب فقط تمددي على الأرض وتمددنا بجانبها وقالوا لنا ناموا ونحن مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، مع البرد كنا ننام ونصحو وكنا ننام على الحصمة، قبل الفجر استيقظت ونظرت من تحت العصبة فأدركت أننا في خيمة مفتوحة من الأمام، بعد طلوع الشمس الساعة السادسة جاء الجنود وأوقفونا طابور وكنا ستة فتيات، وأخذونا على باص وطلبوا منا حني رؤوسنا للأسفل بداخله ولا ننظر، مشينا بالباص حتى الظهر تقريباً، بعدها أنزلونا في مكان علمت لاحقاً اسمه العنتوت ثم أدخلونا من بوابة وأجلسونا على حصمة وحولنا كان شبك حديدي، جلسنا تقريباً ثلث ساعة وأدخلونا مكان كان يوجد فيه فقط مجندات وكن سبعة مجندات، فكوا العصبة والقيد وطلبوا منا تغيير ملابسنا وألبسونا بلوزة وبنطلون لونهم سكني مكتوب عليه بالحروف العبرية حرف غ، طلبوا منا نزع الشال عن رؤوسنا بعدها طلبنا منهن أن نرجع ونلبس الحجاب فقالوا لنا ممنوع، وكنت أرتدي أسورتين وسنسال ومعي مبلغ 700 دينار أردني، أخذوهم مني وجعلوني أوقع على ورق باللغة العبرية لا أفهم ماهيته ولم يتم ترجمته لي ولا إفهامه لي، وتم أخذ صورة شخصية لي بالجوال وأنا بدون حجاب، بعدها عادوا وعصبوا عيناي وربطوا يداي للأمام بالبلاستيك وأرجعونا للمكان الذي فيه الحصمة، كان الوقت حينها تقريباً المغرب وذلك بتاريخ 23/11، بعدها أخذونا للعيادة وقاسوا لنا الحرارة والضغط وسألونا عن عوارض صحية لدينا، فقلت لهم عندي مرض التلاسيميا ومشكلة أعصاب في القدم. بعدها قيدونا كل فتاتين مع بعض بأصفاد حديدية القدم اليمنى واليد اليمنى لي مع القدم اليسرى واليد اليسرى لفتاة أخرى، وأخذونا إلى باص جانبنا وأجلسونا فيه ومشى تقريباً خمسة دقائق ثم وقف، فكوا القيد عني وأبقوا عيناي معصوبتين، وأثناء وجودي في الباص كنت أسمع بكاء ياسمين مرشود وصراخ جندي عليها بعدها أخوني وحدي وأجلسوني على كرسي في مكتب وكانت ضابطة امرأة تجلس أمامي وجاء جندي آخر مع المجندة سألني عن اسمي وعنواني وعن عائلتي ودراستي، بعدها سأل هل يوجد سلاح في منزلكم فأجبته لا وهل تعرفين أحد من حماس وأظهر صورة لابن عمي وقال لي هذا حماس ومتى آخر مرة رأيته، وطلب مني رقمه فقلت له لا أعرف رقمه فبدأ بالصراخ علي، وسألتي أيضاً عن المختطفين وأماكن أشتبه بوجودهم فيها وأظهروا لي خريطة طلبوا مني تحديد منازل جيراني عليها، استمر التحقيق لأكثر من ساعة وكان يشتم بألفاظ جارحة مثل انتي حمارة ولا تستحقين العيش وقلت له أن أخي استشهد فقال لي انتم لا تستحقون العيش ويلزم ابادتكم أنتم وأطفال غزة وسنهجركم وسندمر بيوتكم وستنظرون لنا من استراليا وكندا ونحن نعمر غزة ولفت نظري أن الشتائم ذات الطابع عنصري أكثر من الأسئلة التي يسألني إياها، آخر التحقيق قال لي أنت وقحة وتركني، بعدها أخذوني ووضعوني في قفص حديدي وقيدوني ولكن بدون عصب عيناي وكان وقتها ليلاً، القفص كان بمساحة 100 متر مربع وكان في العراء وكنا ستة فتيات بداخله وعند جلوسنا فيه وجدنا طعاما يتكون من تفاح ولبنة فأكلنا ونمنا وكنا طوال الوقت مقيدين الأيدي ونذهب للحمام مقيدين الأيدي. بقينا ثمانية أيام في القفص الحديدي وكنا عشرة فتيات في القفص حينها وهم ايمان محفوظ، دينا طبيل، نعمة سعد الله، أفنان نصر الله، ياسمين مرشود، نهال الغندور، ظريفة سلمي، نيفين النجار، سائدة الشرافي وأنا العاشرة، ولم أتعرض طوال الفترة للضرب المباشر وسألوني عن عدة أماكن في منطقتنا مثل مستشفى اليمن ومحلات أبو لوز وجومانة والكحلوت والشبراوي للذهب. خلال هذا التحقيق تم عرض عليا العمل معهم فقابلت العرض بالسخرية والرفض. يوم الخميس بعد ثمانية أيام بتاريخ 29/11/2023 نقلونا لسجن الدامون حيث تحركنا ظهراً ووصلنا سجن الدامون عصراً وكنت معصوبة العينين ومقيدة اليدين، أدخلونا السجن واستقبلتنا مسؤولة الأسيرات اسمها آية الخطيب، ووضعونا في غرفة حجز أنا وستة أسيرات من الذين كانوا معنا سابقاً مساحتها تقريبا 15 متر مربع وفيها ستة أسرة وشباك مرتفع صغير 20*20 سم، الغرفة فيها حمام ومياه ساخنة للدوش، تم اصدار تعليمات لنا من إدارة السجن بعدم اختلاطنا مع أسيرات الضفة والداخل، الفورة كانت يومياً لمدة ساعة تقريباً. ووفق رواية نعمة سعد الله 41 عام سائدة الشرافي ايمان محفوظ ونيفين النجار 23 عام أخبروني أنهم عندما أحضروهم لسجن الدامون قامت المجندات بضربهم بأعقاب البنادق ودفعهم باتجاه القضبان الحديدية. بعدها أفرج عنا حسب الترتيب التالي: نهال الغندور وياسمين مرشود بعد اسبوعين من مكوثنا في سجن الدامون بعدهما زينب الرملاوي، وباقي ال 10 أفرج عنا الثلاثاء 09/01/2024. حيث نادوا على أسماؤنا فجأة وأبلغونا أننا افراج. نقلونا لمعتقل في بئر السبع وكنا مقيدي اليدين والرجلين وعلمت ذلك حينما نظرت من الفتحات في الباص وشاهدت لافتة مكتوب عليها بئر السبع، مكثنا هناك ثلاثة أيام وكانت ممارسات الاحتلال في بئر السبع سيئة حيث تم تغيير ملابسنا مرة أخرى بزي سكني آخر وتم أخذ الأمانات منا مرة أخرى وأجلسونا على الحصمة مرة أخرى بوضعية القرفصاء في البرد في الليل، بعدها أخذونا لقفص حديدي وكانوا يدفعونا بقوة وكانت جندية تضربنا على رؤوسنا بيديها ومكثنا في القفص الحديدي ثلاثة أيام معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وممنوع الحركة علينا إلا عند الذهاب للحمام، كانوا يحضروا لنا التونة والتوست كطعام وكان قليل ولا يكفينا، وطوال فترة سجني لم أتواصل مع عائلتي وخلال فترة اعتقالي لم يزرني أحد من الصليب الأحمر، وبعد ذلك نقلونا لمعبر كرم أبو سالم بتاريخ 09/01 واستلمونا من هناك الأونروا.

توثيق أول مباشر:

فريق باحثي الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في قطاع غزة 

توثيق ثاني مفتوح المصدر: 

https://www.youtube.com/watch?v=ag0O9C5nKQ4

المعرض
فيدوهات