شهادة الشابة اسيل موسى حسن الديري (21) عام حي الزيتون - غزة

Content Cover

في صباح تاريخ 23 أكتوبر 2023 وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا أثناء تواجدي في المطبخ أطهو طعام الإفطار في شقتي الكائنة في حي الزيتون ووجودي في الطابق الأرضي في عمارة مكونة من ثلاث طوابق تم قصف المسجد المجاور لعمارتنا( مسجد الايمان) والذي يبعد عنا أقل من متر تقريبا، حيث تم ارتكاب مجزرة مروعة بحقنا أدت إلى استشهاد 7 أشخاص واصابة أكثر من 70 شخص إصابات متنوعة ومتفاوتة الخطورة حيث كنا أكثر من 100 شخصا في العمارة منها 60 شخص نازح، وطرت بسبب قوة الضربة مسافة 10 متر تقريبا وذلك من المطبخ إلى غرفة في نهاية الشقة، ولم أحس بشي حيث دخلت في غيبوبة ولا أتذكر أي شيء مما حصل بعدها، أخرجوني من تحت الأنقاض بعد مرور ساعتين من وجودي تحت الأنقاض ولم أستفيق إلا في مستشفى الشفاء حيث بقيت 8 أيام في غيبوبة في قسم العناية المكثفة وبعد استفاقتي كان وضعي خطير جدا حيث أصبت إصابة بليغة أعاني بسببها من عدم مقدرتي على المشي أو التوازن بسبب وجود خلل في الأعصاب وأعاني من 3 كسور في الفك وكسور في الأسنان وكسرين في الجمجمة وإعاقة في رجلي اليمين وحروق شديدة في ظهري ولا أستطيع الآن تحريك النصف اليمين بالكامل

وبتاريخ 3 نوفمبر 2023 تم قصف الطابق الرابع من مستشفى الشفاء الذي أتواجد فيه للعلاج واضطرنا للخروج منه بالرغم من خطورة وضعي وحالتي حيث جرني زوجي لمسافة أكثر من 5 كيلو على كرسي متحرك باتجاه الممر الآمن بسبب أنني أصبحت مقعدة الآن ولا أستطيع المشي وكان الوضع مأساوي في الطريق حيث كانت الطريق مفجرة والقصف شديد على جوانب الطريق والاحتلال كان يجري خلفنا بالدبابات وبالسلاح مما أدى إلى زيادة حالتي سوءا خاصة وأن حالتي النفسية ساءت أكثر بعد مشاهدتي للقذائف غير المنفجرة و لجثث الشهداء المرمية على جوانب الطرق وكانت الجثث غير متحللة والهدف منها تخويفنا واثارة الرعب في قلوبنا.

وصلنا إلى خانيونس في نفس اليوم ومكثنا في خيمة أمام مستشفى الهلال الأحمر ولكن سرعان ما اشتد القصف وتمت محاصرة المكان بالقذائف فاضطررت إلى النزوح إلى صناعة خانيونس بتاريخ 30 نوفمبر 2023، ولكن أيضا لم يدعنا الاحتلال وشأننا حيث قامت الدبابات بمحاصرة صناعة خانيونس واشتد القصف المدفعي هناك وأصبح المكان خطيرا والرصاص لا يتوقف فوقنا فقررنا بتاريخ 19 يناير 2024 النزوح مرة أخرى باتجاه رفح تل السلطان تحديدا الحي السعودي

وها أنا أعاني حياة مأساوية في ظل إصابتي وعدم مقدرتي على ممارسة احتياجاتي الخاصة ووجودي في خيمة بدون مقومات للحياة.