شهادة المواطن احمد سعدي محمد الزعانين (40 عام ) بيت حانون- شمال غزة
انا المواطن أحمد سعدي محمد الزعانين (40 عام) من سكان بيت حانون – شمال غزة متزوج ولي ابنتان واعاني من إعاقة نتيجة حادث سير ولا أستطيع تحريك اطرافي العلوية والسفلية ولا استطيع الحركة إلا على كرسي متحرك ،واثناء اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 كنت في منزلي في مدينة بيت حانون، وتلقيت اتصال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمرني باخلاء المنزل فوراً ،توجهت لمدرسة قريبة من بيتي تابعة للأونروا (مدرسة حلب) ومكثت فيها يوم واحد وبسبب اشتداد القصف في المناطق المجاورة غادرت المدرسة وتوجهت لمدينة بيت لاهيا واقمت مدة 15 يوم في احد المحلات التجارية المملوكة لقريب لنا ،وفي احد الأيام تفاجئت بأصوت انفجارات عشوائية في محيط مكان نزوحي ،ولم استطيع الهروب بسبب اعاقتي وتواصلت مع الدفاع المدني لتسهيل مهمة اخراجي من المكان فقاموا بمساعدتي بعد اتصالي بحوالي 60 دقيقة تقريباً ،وتوجهت لجمعية الشبان المسيحية وانا في الطريق تم قصف برج التاج (3) وتعرضت للإصابة متوسطة في رأسي ،ومكثت في الجمعية مدة 40 يوم تقريباَ،وبسبب اشتداد القصف في المناطق المجاورة اضطررت للمغادرة الى مدينة خان يونس وتوجهن جنوباً بناءً على تعليمات جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه تم انشاء ممر آمن لخروج المواطنين من شمال وادي غزة الى جنوب الوادي عبر شارع صلاح الدين ،وكانت الطريق صعبة حيث انني من ذوي الإعاقة الحركية ولا استطيع الحركة الا على كرسي متحرك ،وأيضا كانت اعداد النازحين كبيرة وسمعنا أصوات انفجارات واطلاق نار وشاهدت امتعة متروكة وجثث متحللة واشلاء ممزقة اثناء مروري ،كما شاهدت اثناء مروري عبر الممر اعدام شخص من ذوي الإعاقة الحركية والسمعية من قبل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث نادى الجنود عليه لكنه لم يسمعهم بسبب اعاقته السمعية فقامو بإطلاق النار عليه مما أدى الى مقتله ،كما شاهدت اعتقال حوالي 20 شخص عبر الممر حيث تم المناداة عليهم واجبارهم على شلح ملابسهم واجلاسهم على الأرض وتم اعتقالهم ،وحينما وصلت مدينة خان يونس توجهت غرباً بسبب وجود إعلانات ومناشير من جيش الاحتلال بان مناطق غرب خان يونس آمنة وذهبت لمنشأة تابعة للاونروا (صناعة خان يونس)ومكثت فيها مدة 50 يوم تقريباً ،وبسبب وضعي الخاص(اعاقتي) اواجه مشاكل في قضاء حاجتي والاستحمام نتيجة عدم توافر دورات مياه تتلائم مع اعاقتي ومنذ بداية الحرب لم استحم ولكن أقوم بتنظيف نفسي عن طريق الورق المبلل ،وفي احد الأيام ولا اذكره بالتحديد تفاجئنت بسماع أصوات اطلاق نار وقذائف مدفعية وصوت اليات جيش الاحتلال في محيط المكان الذي زحت فيه (مقر الأونروا) وتم محاصرتنا لمدة 7 أيام تقريباً ،كما تم قصف المقر وقتل حوالي 15 شخص ،وتم ابلاغنا من مديرة الايواء التابع للانوروا راوية حلس بأن جيش الاحتلال ابلغهم بضرورة إخلاء المقر ،وخرج النازحون مشيً على الاقدام وانا خرجت على الكرسي المتحرك وساعدني اقربائي في الحروج بسبب الحفر في الطريق ،وتوجهت الى مدينة رفح واعيش في خيمة مع زوجتي وبناتي ونواحه ظروف صعبة للغاية من حيث توفير احتياجاتنا المعيشية وقضاء حاجاتنا في دورات المياه بصعوبة ولا يوجد لدينا اغطية وافرشة كافية.
موثق الإفادة/ المحامي عبد القادر يونس