بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة الحادية عشر (شفنا ليالي سوداء )
انا اسمي سماح ابو عيطة سكان بير النعجة ، كنت سكان بير النعجة
شفنا ليله زي السواد، حزامات نارية وقصف وضرب يعني من يوم الحرب ليوم ما اطلعت من دارنا شفنا ليالي سوداء
كانت اختي نازحة عندي شفنا ليالي سوداء ما كنا بدنا نطلع يعني والشنططة
ثاني يوم صحينا من النوم لقينا الضرب فوق راسنا ، صحينا ضربوا قذائف في الجامع اللي جنبنا
الظهر كنا بنجهز الغداء وبدنا نتغدى تركنا الاكل وطلعنا يا دوب عرفنا ناخذ لكل واحدة غيار لولادها واطلعنا حتى اواعي النا ما اخدنا
طلعت على دار اخوي انا واختي وجوزها، احنا كنا في بير النعجة اخوي في جباليا اول النزلة
كان يصير ضرب وقصف وطخ بس كنا نتحمل وكانوا يرموا فوانيس ( قنابل مضيئة ) و يرموا مناشير
كلهم يحكوا ما بدنا نطلع جوزي يحكيلي روحي نطلع احكيله لا ضليت أرفض أرفض أرفض حتى صار حزام ناري في دار اخوي في الليل
كنا بينا وبين الموت خطوتين كل الدور اللي حولين اخوي تدمرت بس دار اخوي ما تدمرت
مشينا من جباليا للجنوب شارع صلاح الدين كله مشينا مشي وصلنا الدبابة الساعة 10
ضلينا من ١٠ لأذان المغرب واحنا واقفين قوموا اقعدوا يوقفونا ويقعدونا في الشمس
معناش لا اكل ولا شرب معي انا ابني الصغير كان ، ما كنت عارفة ارجع اطعميه ولا استنى افوت
بالاخر لما لقينا الدنيا عتمت علينا حكينا بلاش يضربونا او يستفزونا بالليل يعني عتمت الدنيا ارجعنا مشي
ارجعت لقيت دار اخوي طالعين من الدار وصرت ادور في الشوارع على اهلي في اي مدرسة لقيت ابن اخت لمرت اخوي بحكيلي تعالي
رحت اخذني على المدرسة اللي اهلي فيها ،نمت ليله الا هما ثاني يوم بحكوا الوضع صعب والكل طلع على الجنوب
رحنا نمنا في مدرسة الجنوب في الليل بحكوا هدنه صرنا نرقص ونغني وانبسطنا والحمد لله بدناش نيجي على الجنوب
احنا اوقفنا على الشباك شفنا الناس رايحه على الجنوب اعرفنا انه فش هدنه سحبنا حالنا ورحنا ، ظلينا نمشي لما اوصلنا الدبابة
والله طلعت روحنا هناك معانا اطفال ومعانا صغار متقدريش تلفي وراكي متقدريش تخافي تطلعي قدامك انا اختي كانت وراي كنت خايفة اطلع
وضع كتير صعب شمس وجوع طلعنا من دون ما نفطر ما كان معنا اكل في المدرسة لانه حكولنا مبتعدوش اشي كان معنا طحين رموه كان معنا فراش رموة كان معنا حرامات كله رموة
ارموا اللي في اديكم وامشوه يا دوب كل وحدة ماسكة شنطة فيها كم غيار لابنها
بس جينا هون معناش حاجة صرنا نشحد من الجيران نشحد من الناس ابوي يجيب من هان جوزي يجيب من هان لما لمينا شوية طناجر شوية فراش اللي تدفي هالاطفال والله كانوا اناموا ويرجفه
انا ابني من يوم ما علمته على الحمام صار يفن ( يتبول لا إرادي ) في المدرسة كان ينام جنبي على التخت ما كان يفن ، صرت اصحى في الليل القي غرقان ومغرقني ومغرق ابوه نغسل ونغير يعني شفنا شغلات ذل.