شهادة السيدة ت، أ ( 40 عام) شمال غزة-بيت لاهيا

Content Cover

أنا المواطنة ت، أ  سكان بيت لاهيا، بتاريخ 07/10/2023 كان من المفترض أن يكون تاريخ زفاف ابنتي وكنا قد جهزنا جميع تفاصيل الفرح، فجأة بدأت الأحداث وتحول الفرح إلى حزن وأخذها زوجها بعد أربعة أيام بدون عرس، وفي نفس يوم الفرح خرجنا من منزلنا أنا وزوجي وأولادي وأقمنا في منزل زوج ابنتي في مخيم الشاطئ مكثنا عنده ثلاثة أيام، بعد اشتداد القصف في منطقة الشاطئ توجهنا لمستشفى الشفاء بتاريخ 10/10/2023 وبنينا خيمة هناك مقابل مبنى الولادة في المجمع أقمنا فيها لمدة شهر، اقترب القصف من المستشفى وزادت التهديدات وأصيب عدد من النازحين داخل المستشفى لذلك قررنا الخروج واتجهنا للشيخ رضوان في مدرسة حكومية اسمها عمرو ابن العاص. بقينا فيها حتى تا ريخ 24/12 وفي منتصف ليل ذلك اليوم سمعنا صوت الدبابات قريبة منا، فجأة دخلت كلاب بوليسية علينا في المدرسة وشاهدت على رقبتها كاميرات تجولت في ساحة المدرسة ثم خرجت، كنت أسمع أيضاً صوت تجريف الجرافات حتى قامت بتجريف سور المدرسة وأصبحت ظاهرة أمامنا، بعدها سمعت صراخ نساء في المنازل المجاورة للمدرسة، وأنا أنظر من شباك الفصل المقيمين فيه شاهدت قناص على شرفة أحد المنازل المقابلة لنا. أمام هذه المشاهد قمت بطمأنة أولادي أن لا يخافوا وهم محمد 5 سنوات وفهد 11 سنة وثلاثة بنات، ثم دخلت دبابتين لساحة المدرسة وبدأوا ينادوا علينا بالميكروفون (انزلوا لساحة المدرسة مع احضار هوياتكم)، نزلت مع أولادي ثم طلبوا من الرجال خلع ملابسهم وتركوهم بالبوكسرات، وطلبوا من أحد المعتقلين الرجال المشي وأن تمشي جميع النساء ورائه حتى ساحة مسجد التقوى وهو في الجهة المقابلة للمدرسة. توقفنا في ساحة أمام المسجد وكان الكثير من الجنود حولنا، طلبوا هوياتنا وقام أحد الجنود بجمعها منا، ثم بدأوا ينادوا على أسماء البعض للتحقيق، نادوا اسمي وأخذوني لمنزل بجانب المسجد، في غرفة في المنزل كان يجلس ضابط على مكتب وطلب مني أحد الجنود الجلوس على كرسي مقابل المكتب، سألني الضابط ماذا تعملين وزوجك ماذا يعمل وعدد أولادي وماذا يعملون وأجبته عن جميع أسئلته ثم قال لي سنأخذك لإسرائيل أنت محكوم عليك 5 سنين، كانت الساعة حينها تقريباً الواحدة ليلاً، ثم أخذوني بجوار جيب للجيش ووضعوا عصبة قماش على عيني وربطوا يداي للأمام برباط بلاستيكي أبيض وكان أولادي يشاهدوني حينها وبدأوا بالبكاء وركبت في الجيب، مشى فينا الجيب حتى وصلنا لمستوطنة زيكيم وعرفت ذلك لأني نزعت العصبة عن عيناي حيث لم يكن معي جنود في الخلف، أنزلني جندي من الجيب وطلب مني الركوع على الركبتين وتلفظ بألفاظ نابية (قحبة، شرموطة) ثم أدخلني في غرفة فيها مجندات قمن بتفتيشي وطلبن مني خلع ملابسي كاملة وبقيت فقط بالملابس الداخلية وكان الجو بارد جداً حينها، بعدها لبست ملابسي أجلسوني في مكان تحت درج حيث كنت ألمح طبيعة المكان من تحت العصبة، مكثت في نفس المكان مدة ساعتين تقريباً وكان الوقت حينها المغرب، بعدها ركبت في باص وكنت معصوبة العينين ومقيدة اليدين وأخذوني لمعتقل اسمه العناتوت، في الطريق في الباص كان الجنود يسبون ألفاظ نابية (حماس شرموطة، مافي غزة، حماس قحبة)، نزلنا في المعتقل وأدخلونا في غرفة فيها مجندات للتفتيش وكان أيضاً تفتيش عاري بالملابس الداخلية، بعدها أعطونا بيجامة سكنية وأخذوا ملابسنا وتركونا نلبس الحجاب. المعتقل كان عبارة عن شبك وزينقو وكان الجو بارد جدا هناك وأعطونا بطانية واحدة وفرشة، مكثنا في المعتقل لمدة ثمانية أيام وطوال الثمانية أيام كان الطعام في الفطور والغداء والعشاء خبزة توست ولبنة، أحياناً كانوا يعطونا برتقالة أو خيار أو بندورة. في اليوم الرابع في العناتوت أخذوني لغرفة ضابط المخابرات للتحقيق وسألني عن وظيفتي ووظيفة زوجي وأولادي وهل يوجد بجانبكم أحد من حماس وأجبته لا يوجد وسألني ماذا يعمل اخوتك، استمر التحقيق لمدة نصف ساعة. كنت في السجن أنا وثمانية عشر فتاة أخرى من غزة، كانت عندما تطلب فتاة فوط صحية من الجنود يتمسخر عليها الجنود ويعطوها واحدة أحياناً، وبسبب قلة الفوط الصحية كانت تظهر الدماء على الفتيات من الخلف وقت الدورة الشهرية وخاصة أن لون لباسنا سكني. في اليوم الثامن نقلونا في باص بعد عصب أعيننا ووضع كلبشات حديد يدينا للأمام وفي الساقين، كان الوقت حينها عصراً والتاريخ 01/01/2024 وعرفت التاريخ لأن الجنود كانوا يغنون في الباص الليلة حفلة. أخذونا لسجن الدامون، وعند وصولنا كان الوقت المغرب وعرضونا على الطبيب وسألني إن كنت أعاني من أمراض أو لا فقط. استقبلتنا هناك أسيرة من الضفة اسمها آية ولا أعرف لقبها وأعطتنا ملابس واستحممنا ثم جلسنا في غرف تقريبا 3*3 متر وكان داخلها حمام، معي في الغرفة كان امرأة اسمها يسرى أبو الخير من غزة وأحفادها ثلاثة فتيات نعمة ومنى وسجود. كنا نخرج للفورة نصف ساعة يومياً، الأكل متنوع على الفطور لبن، بيض، خيار، توست على الغداء نقانق، رز، شوربة خضار، العشاء معكرونة، حمص، فلافل. في اليوم الخامس أخذوني لغرفة ضابط جيش وسألني ماذا تعملين وماذا يعمل زوجك وهل تعرفين أحد من حماس وهل تعرفين مكان الأنفاق وأجبته أني لا أعرف واستمر التحقيق لمدة نصف ساعة. بتاريخ 07/02/2024 نقلونا في باص الساعة العاشرة صباحاً ووجدنا أنفسنا في العناتوت مرة أخرى وهناك قيدوا أيدينا للخلف بمرابط بلاستيكية وشدوها كثيراً حتى أنه جرحت معاصم بعض الفتيات، الساعة الحادية عشر ليلاً في نفس اليوم أركبونا في باص ووقفوا في منتصف الطريق ووضعونا في باص آخر، وصلنا معبر كرم أبو سالم الساعة السابعة والنصف صباح يوم 08/02 ثم أنزلونا وطلبوا منا المشي حتى وصلنا باصات تابعة للأونروا أخذونا وأحضرونا لمدرسة الطائف في رفح، مع العلم أن عائلتي وزوجي وأولادي في الشمال وأنا هنا وحدي الآن.