بودكاست|أصوات من تحت الركام الشهادة السادسة والعشرون(مرت علينا حروب كثير بس زي هاي ولا عمرنا شوفنا)

Content Cover

السلام عليكم ورحمة الله  
 
وعيلكم السلام ورحمة الله وبركاته
 
 
موافقة على أن تأخذ الهيئة المستقلة هذا التسجيل كوثيقة لديها
 
 
نعم موافقة
 
الاسم
 
مي الحداد سكان غزة عمري ٤١ سنة
 
 
 
بشتغل موظفة في وزارة الصحة ممرضة في مستشفى الشفا  
 
حدثيني عن الإنتهاكات خلال هذا العدوان من قبل جيش الاحتلال
 
في تاريخ ١٧/١١ الساعه السابعه والنصف كنا نازحين في مدرسة بجانبنا
 
كان قبلها بليلة القصف شديد شديد في منطقتنا فشردنا على المدرسة التي بجانبنا
 
 
والساعه السابعة صباحاً حملنا رايات بيضاء وبدنا نرجع على بيتنا وفي الشارع التاني للمدرسة
 
 
احنا حاملين رايات بيضا كلنا حاملين رايات بيضا وماشيين
 
لسه بنقص شارعنا نزلت علينا ٤ قذائف
 
 
 
بالأربع قذائف تم استشهاد زوجة أخوي وبنتها الصغيرة
 
 
وإصابة أخوي إصابات بالغة
 
وإحنا إصابات طفيفة وشردنا
 
مع إن كنا حاملين رايات بيضاء كانوا يقولوا لنا بدكم تتحركوا برايات بيضاء احنا مستسلمين
 
مع كثر القصف والخبط صرنا نجري في الشارع متجهين نواحي الجنوب
 
 
حتى بيتنا ما اقتربنا عليه
 
نجري في الشارع الطيارات قصف اشي مرعب مرعب مرعب لدرجة شديدة
 
بقدرش أوصفه يعني كل ما أتذكره بتعب
 
 
طلعنا على الجنوب مرينا عن دوار الكويتي ودخلنا
 
 
طبعاً الممر الآمن كان في آلاف الناس
 
 
 
كنا نمشي على جثث على اليمين وعلى الشمال وعلى الرمل دافنينهم الجرافات
 
 
هم الجرافات كانوا يدفنوها برمل وجبال طالع نازل
 
 
كان معي أطفال شافواوالدتهم وهي بتستشهد تعبوا نفسياً صار معهم سخونه
 
 
شو اسم والدتهم
 
والدتهم اسمها هديل الحداد وأختهم الصغيره استشهدت اسمها شام الحداد
 
 
واحنا طالعين  شافوا الأولاد دعسوا على جثث دعسوا على رؤوس دعسوا على يدين
 
 
طوال الطريق وهم يشوفوا هياكل عظمية متآكلة
 
 
كلاب ماكلين الجثث ناهشينها 
 
يقولوا إيش هذا إيش هذا يعني تعبوا تعبوا
 
 
والحمدلله إن لسه ضايلين الأولاد واقفين بعقولهم
 
 
ضلينا نمشي بعذاب والشمس كانت فوق رأسنا
 
 
ضلينا بالممر الآمن ٥ ساعات
 
 
لغاية ما قلطنا ما قلطنا وادي غزة
 
واحنا واقفين نمشي خطوة ونوقف
 
 
يعني عنجد أسلوب إذلال إذلال مش طبيعي لكل الماشيين
 
 
يعني كانوا يعاملونا كحيوانات مش بشر
 
عنجد اللي بشوف هذا المنظر أو اللي بجربه بحس إن الماشيين هدول مش بشر مش بني آدمين
 
 
ولا أي حاجة غير إنهم دواب وماشيين
 
طبعاً بعد ما قلطنا وادي غزة صار الطخ فوق رؤوسنا
طخ طخ طخ صارت الناس تجري لسه كانت الناس يوخدوا نفسهم شوي
 
صارت الناس تجري
 
 
طبعاً مشينا من غزة من عند عسقولة لغاية انصراف بعد انصراف مشي معنا أطفال إشي ٣ سنين وهم مشي مشي مشي
 
 
 
وسخونة وتعب  وهلكان لغاية ما وصلنا مستشفى شهداء الأقصى
 
حطينا المصابين اللي معنا وتم علاجنا الحمدلله
 
 
ونزحنا في المستشفى
 
والعيشه صعبة جداً جداً يعني ما فش مكان تنام في مافش مكان تقعد في
 
احنا حرفياً بنام بالشارع يعني داخل المستشفى بس شارع اللي رايح واللي جاي بيتفرج عليك
 
 
ما فش مش عارفة إيش أحكي والله
 
الوضع صعب لا حول ولا قوة إلا بالله
 
 
ما قبل نزوحكم طريق الممر الآمن داومتي في الشفا
 
 
 
اه كنت أداوم في الشفا
 
كيف كان الوضع
 
كان الوضع لا يوصف وضع صعب جداً جداً جداً
 
يغني اللي بشوف مستشفى الشفا ببكي عليها ببكي عليها و على الناس اللي فيها
 
 
 
طبعاً الشفا كانت تضم نازحين  اللي تهدمت بيوتهم
 
 
الأبراج السكنية الكاملة هدول وين بدهم يروحوا لا إلهم مأوى ولا إلهم قرايب إلا غير في المستشفى
 
 
الإصابات كان كلو جنب بعض في الممرات السراير جنب بعض
 
ما فش وسع تدخل تشتغل مع الحالة
 
الوضع كان مأساوي جداً جداً جداً
 
الإصابات شكلها فظيع أنا طول ما أداوم وأروح أبكي من كتر المناظر اللي كنت أشوفها
 
 
يعني مرت علينا حروب كثير قبل هيك بس زي الحرب هاي ولا عمرنا شوفنا ولا هنشوف
 
بعد نزوحك استمريتي على رأس عملك حتى في لو في مستشفى آخر
 
ولا أنتي الآن في مستشفى شهداء الأقصى
 
صفي لنا الوضع من بعد نزوحكم إلى الآن كيف الإصابات وأعداد الشهداء
 
أعداد الشهداء كتير والإصابات حدث ولا حرج
 
 
معظم الإصابات للأطفال كلها حالات بتر
 
معظم الأطفال الإصابات في الرأس
 
إصابات في اليدين يعني
 
صادفت طفل أنا عيطت عليه أطرافه التنين مبتورين ويده الشمال مبتورة فقد كل أهله
 
 
 
طلع هو الناجي الوحيد بس بدون أطراف طرف واحد بس يد واحدة
 
هذا بفكر في للآن كيف بدو يعيش هذا لا إم ولا أب ولا أخت ولا أخو
 
 
غير هيك صبايا أطفال يعني ١١ سنه ١٢ سنة كلهم حالات بتر في اليدين والرجلين
 
 
شباب كبار بالسن بس الكبار بالسن كانوا يجوا مصابين بعد ما نشتغل معهم بيستشهدوا يعني
 
مش هيتحملوا النزيف الشديد وهنا فش إمكانيات فش أدوات ما فش إشي
 
 
النقص بكل حاجة حتى  الطاقم الطبي في نقص
 
 
حتى الطاقم التمريضي في نقص
 
احنا لو ما داومنا كان مش عارفه يعني الكل محجوز
 
 
 
اللي محجوز بخانيونس اللي محجوز في رفح
 
يعني الوضع صعب صعب للغاية
 
حدثينا عن إمكانيات المستشفى من خلال الأدوية وعدد الطواقم الطبية
 
 
 
الإمكانيات من ناحية الأدوية ضعيفة جداً يعني إيش ما نطلب ما فيش
 
 
ما فيش خلصوا يعني كلو حاجات بتجيك كمية قليلة ما بتكفي المرضى
 
 
كل اشي في نقص في المستشفى كل إشي
 
 
في النهاية ما هي مطالبك
 
مطالبي أنا بتمنى  نفسي أعيش بسلام أعيش بهدوء
 
أنا معي ٧ أطفال من بعد ما استشهدوا أهلهم أنا اتبنيتهم
 
 
أنا نفسي آخدهم وأروح على أي دولة
 
أي دولة عربية أجنبية  يكون فيها سلام ما يكون فيها حروب
 
 
 
نفسنا نعيش بأمان نفسهم الأولاد يعيشوا طفولتهم
 
 
يعني أنا بذكر عن نفسي أول ما طلعت بالدنيا بالإنتفاضة
 
خلصت الإنتفاضة اجت انتفاضة ال٢٠٠٠
 
 
 
خلصت ال٢٠٠٠ صرنا في حروب يعني أنا ما بذكر يوم عشته عدل
 
 
يعني من أول حياتي للآن واحنا حروب وطخ وقصف وعنجد كتير كتير تعبنا
 
 
نفسنا نشوف يوم حلو
 
الآن ونحن نسجل قطعت الكهرباء عن المستشفى هل هذا القطع مستمر
 
القطع مستمر اه في اليوم ١٠ مرات ممكن تفصل الكهرباء بتقعد ٥ د وبتيجي وأحياناً ١٠ د 
 
 
 
هل تؤثر على الحالات
 
 
بتأثر على الحالات طبعاً في حال أنا بركب  كانيولا أو بشتغل إشي م مريض هوقف
 
يا إما هشتغل غلط يا إما هيموت في يدي المريض
 
 
 
شكراً كثير
 
عفواً عفواً
 
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان

بودكاست|أصوات من تحت الركام الشهادة السادسة والعشرون(مرت علينا حروب كثير بس زي هاي ولا عمرنا...