بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة الثلاثون ( ما قدرت أدفنهم أو حتى أشوفهم )

Content Cover

اسمي حازم عبد الله  أحمد المدهون

 

عمري ٣٢ سنة أسكن في منطقة غرب غزة في منطقة المخابرات في برج حرس الرئيس

 

توجهنا ونزحنا لمناطق جنوب وادي غزة بتاريخ 13\10\2023 ونزحت الى منطقة مدينة حمد بمدينة خانيونس

 

 

كنا عبارة عن أسرة جميلة مكونة من ثلاثة أفراد كانت لي طفلة عبارة عن أجمل طفلة في العالم

 

كان عمرها 4 شهور وكنا نعيش حياة جميلة سعيدة مستقرة

 

 

يوم 15\11\2023 فقدت كل هاي العيلة فقدت كل هاي الذكريات الحلوة

 

يوم 15\11\2023 كانت جريمة مركبة لجيش الاحتلال باستهداف برج الصالحي 7 في مدينة النصيرات

 

 

الحدث صار عندما كنت اتجه لمعبر رفح لايصال والدتي المريضة علماً بانها مريضة سرطان

 

 

تم ابلاغنا عن طريق وزارة الصحة بضرورة سفرها يوم الإربعاء بتاريخ 15\11\2023

 

 

توجهنا للمعبر لايصالها، وطلبت زوجتي بان اقوم بارسال السائق لها لتطعيم بنتي حور لعدم وجود التطعيمات في منطقة خانيونس

 

 

 

واثناء توجههم الى منزل ٍ فيه نازحين من أقربائها في برج الصالحي 7 وبعد دخولها الشقة بحوالي 20 دقيقة أو أكثر

 

 

تم قصف الطوابق الأول والثالث والسادس من البرج قصف متواصل ومتزامن

 

كان يسكن البرج عشرات العائلات المكون من 7 طوابق وكل طابق عبارة عن 4 وحدات سكنية

 

 

ما نتج عن استهداف البرج 76 شهيد وعشرات الجرحى

 

 

وكان من بينهم طفلتي حور وزوجتي روان والبالغة من العمر 25 سنة وحور تبلغ 4 أشهر

 

 

استقبلت الخبر بشكل محزن وقاسي جداً علماً بانني لم استطع دفنها أو التعرف عليها أو القاء نظرة الوداع عليهم

 

 

لاني كنت متواجد في مستشفى غزة الأوروبي ولم استطع بسبب صعوبة التنقل وانعدام وجود السولار او السيارات

 

لاتنقل لمنطقة محافظات الوسطى وسط انقطاع شبكات الانترنت وشبكات الهاتف

 

 

علماً بأن عرفت بموعد استشهاد زوجتي وبنتي بعد حوالي 12 ساعة

 

 

الحدث والألم الأكبر انو ما استطعت ادفنهم او اشوفهم

 

 

بنتي حبيبتي يعني ما استطعت احضنها ما استطعت اشبع منها

 

 

هي تركتني وحيد بعد ذكريات

 

انا كنت استشعر كل لحظة واحنا عايشين عيلة جميلة بسيطة

 

 

كنت استشعر كل لحظة واحنا عايشين وسط جو تشاركي وكنت انتظر بنتي لحظة بلحظة انها تكبر

 

 

علماً انو عندما وصلوا للمستشفى كانوا عبارة عن أشلاء

 

 

وتم التعرف على زوجتي من خلال الدبلة الخاصة بزواجنا وكانت في اصبعها في اليد اليسرى

 

كانت عبارة عن اشلاء كذلك بنتي وسلط في مغلف (مظروف) عبارة عن اشلاء صغيرة

 

والدبلة هي من المقتنيات الخاصة التي تبقت لي لاسترجع فيها ذكرياتي مع عائلتي الجميلة التي فقدتها

 

 

بسبب العدوان الغاشم وحرب الإبادة على غزة

 

 

كانت يعني الأجواء اللي كنا بنعيشها عبارة عن أجواء جميلة جداً

 

 

ولكن في ثانية بجريمة لجيش الاحتلال تحولت كل هاي الأحلام والعائلة السعيدة الى مأساة وألم

 

 

يعني لم يتبقى من العائلة الجميلة الا انا

 

حتى الذكريات لم تتبقى، المقتنيات الخاصة كانت بحوزة زوجتي عبارة عن ألبومات الصور أو الجوالات او صور بنتي او ما شبه ذلك

 

 

 

كل ذلك فقدته نتيجة القصف، يعني انا كمان اني اشوف بنتي؟

 

 

يعني صورة وحدة الي تبقت الي

 

زوجتي فقدتها تماماً يعني ما في اني استشعر زوجتي اشوفها اني الاقيها

 

يعني ممكن الصورة الوحيدة اللي بعملها تكبير اني اشوفها صورة الهوية اللي كنت مصورها بعدسة جوالي

 

هي الصورة الوحيدة التي انا ممكن اتطلع عليها

 

ما دون ذلك انا فقدت كل شيء من هذه الأسرة الجميلة

 

 

حالياً عايش وسط أجواء من الألم والحسرة

 

 

انا بعتقد الأسى والألم اللي بعيش في الآن

 

ما في اي شيء يعوضني عن فقدان بنت او زوجتي

 

 

هما من فئة المدنيين لم اتصور للحظة ان يتم استهدافهم لانهم ابرياء ومدنيين

بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة الثلاثون ( ما قدرت أدفنهم أو حتى أشوفهم...