إفادة الطفل خ. ج (14 عام) جباليا البلد - شمال غزة
أنا الطفل خ،ج (14 عام) سكان جباليا البلد شمال غزة، بتاريخ 1-1-2024 دخلت علينا القوات الإسرائيلية الساعة 12 ليلاً ونحن آمنين في منزلنا، اعتقلتني أنا وأخي وطلبوا من عائلتي أن تدور برؤوسهم للخلف على الحائط، اعتقلوني أنا وأخي وعدد من أفراد من الحي، ولا يزال أخي عمره 20 عام في السجن لليوم، بعدها أخذونا إلى مكان وجاء الضابط وطلب مني خلع ملابسي بالكامل ماعدا البوكسر، وكنا إذا لم نخلع ملابسنا سيتم قتلنا، وكان الجو بارد جداً، في تمام الساعة 4 فجراً تقريباً جاءت الشاحنات وحملونا فيها بالضرب والعنف ثم أخذونا إلى داخل السجون الاسرائيلية، أخذوني أنا إلى داخل غرفة كانت عبارة عن حصمة والأغاني العبرية المزعجة كثيراً على مدار 4 أيام وأنا لا أعلم عن حالي وعن وضعي، فجاء إلي الضابط وقال لي قوم على التحقيق وبعدها سألني عن معلوماتي الشخصية وعمري ثم سألوني أنت ليش هنا؟ فقلت لهم "أنتو اللي أخذتوني وأنا صغير ومش حامل هوية بعد"، وبعدين سألني عن حماس وعن الأسرى ومين دخل يوم 7 أكتوبر، فقلت لهم أنا صغير ولا أعرف شيئا عن الأسئلة وفي يوم 7 أكتوبر كنت أرتدي ملابس المدرسة وأجهز نفسي للخروج وعندما سمعت الصواريخ والناس تقول في قصف فقررت عدم الذهاب إلى المدرسة والجلوس بالبيت، ولكن لم يصدقني الضابط وقال لي انت كذاب وضربوني ببطني كثيراً وبرجلي، وبعدها قام الضابط بإشعال سيجارة ثم أمسك قدمي وأطفأها فيها مرتين، فقلت لهم أنا صغير وما إلي ذنب بشيء ولم أفعل أي شيء لكم، إلا أنهم قاموا بضربي "بالبساطير"، ثم أخذوني ع البركسات وهي عبارة عن مزارع للدجاج والأبقار في بئر السبع، ووضعوني فيهم، كان يوقظونا من الساعة 4 الفجر حتى الساعة 12 بالليل ويجبرونا على الجلوس على ركبنا ع الحصمة وايدينا مكلبشات للخلف في البرد الشديد وعلى أعيننا الغمامة وكنا تقريبا 160 شخص، وكان الكلام ممنوعا منعاً باتاً وأي أسير كان يتكلم مع الآخر كان الضابط يشبحه ع الماسورة ويرفعه ع أطراف أصابعه ويضل مشبوح 5 أو 6 ساعات ورا بعض، وممنوع ندخل الحمام إلا لوقت محدد ونادراً كانوا يوافقون على إدخالي الحمام.
تم التحقيق معي أربعة أيام تقريبا وكانت مدة التحقيق ساعة ونص تقريب كل مرة، وفي التحقيق أكون مربط من ايدي وأرجلي، ويكون جندي مهمته الضرب "وكان يقعد يعذب فيي عذاب ما كنت متخيله"، كنت أصغر واحد في الأسرى وما قصروا معي لأني كنت أصغر واحد وكان الشاويش يعطيني الأكل بزيادة، كان الأكل عبارة عن حبة خيارة وخبزة أو حبة بندورة وخبزة.
في التحقيق الثاني تم مناداتي من قبل الجيش حيث نادوني بعنف وأخذوني بالضرب، أول ما دخلت التحقيق قام الضابط بضربي ببطني ضربة شديدة فسألته شو بدك مني، فأتى ضابط آخر وأحضر ماء سخن جداً ووضعه على رجلي وعلى رأسي وبدأ التحقيق معي وسؤالي عن الأسرى ونفس الأسئلة التي كان يسألها من قبل.
بتاريخ 24/يناير/2024 نادى الضابط ليلاً على اسمي وأخبرني أنه سوف يطلق سراحي غداً، فأصبح الأسرى يرسلون معي السلام لأهاليهم، كنت سعيد للغاية والضابط عندما رآني على هذا الحال أمرني بنقل الغطاء الخاص بي والنوم عند الحمامات، "فقلت والله لأنام عند الحمامات مع أنه الريحة كانت مقرفة جداً"، ونمت يومها فقط ببطانية واحدة لونها سكني. الساعة 4 الفجر نادوا علي اسمي مجدداً وربطني من يداي إلى الخلف وقال لي امشي وأركبوني في الباص من الساعة 4 الفجر للساعة 10 الصبح وهم بيضربوا فينا بوكسات لغاية ما وصلنا معبر كرم أبو سالم، استقبلنا الصليب الأحمر والوكالة وأحضروني إلى مدرسة الطائف.
قعدت في السجن 24 يوم وأنا لليوم ما كلمت أهلي اللي في الشمال في جباليا البلد إلا مرة واحدة، كنت ببكي لمن كلمتهم وما توقعت أنه اسمع صوتهم.
إعداد وتوثيق الباحثة القانونية:
لوزان صالح