بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة الثامنة والأربعون (طخ طخ في النخل والشجر والبني آدمين)

Content Cover

محمد عماد العربي 

 

العمر: ٢٦ سنة 

 

أنا سكان غزة حي الشجاعية 

 

ونزحنا من غزة إلى الجنوب 

 

ع هوى المأوى 

 

زي ما حكولنا

 

المأوى عنا الآمن 

 

توجهوا إلى الجنوب

 

توجهنا إلى الجنوب 

 

زي ما بدهم يعني 

 

أنا إلي عم ساكن في المخيم الجديد 

 

في النصيرات

 

ورحنا تآوينا عنده يعني 

 

في جنبنا هيك إلنا غرفة صغيرة

 

دارينا حالنا فيها 

 

وعشنا فيها 

 

وضلينا قاعدين فيها تقريباً 

 

من شهرين

 

لشهرين ونص 

 

بعد ما شدّ الخطر في قلب المخيم الجديد 

 

في النصيرات كلها 

 

وأيام اجتاحوا البريج

 

والأمور هذه 

 

شردنا من المخيم الجديد 

 

طلعنا ع رفح

 

قعدت في رفح 

 

أربعين يوم تقريباً لشهر ونص تقريباً 

 

لقيت الأمور 

 

قالوا رجعت الأمور في المخيم 

 

رجعت السوق فتح 

 

الحياة رجعت كويسة 

 

والأمور تمام

 

أجينا من رفح 

 

رجعت أنا على النصيرات 

 

بعد العيد بالزبط 

 

شد الخطر 

 

وتحاصرنا كلنا في المخيم 

 

لا عرفنا نطلع من دورنا ولا عرفنا نطلع من المنازل

 

صارت الكواد كابتر من فوق رؤوسنا 

 

طخ طخ

 

في النخل وفي الشجر وفي البني آدمين

 

وما خلت اللي بطلع من المدرسة ياكلها 

 

اشارع المخيم كله إصابات ومش عارف إيش 

 

يعني كان الإشي تحاصرنا بشكل جنون 

 

ما عرفنا لا نطلع ولا ننزل

 

ولا حتى الواحد يمسك أي حاجة ويطلع منها 

 

كنا قاعدين في قلب الخيمة 

 

عاملين خيمة صغيرة

 

قاعدين عشان نوسّع ع حالنا احنا وإخوتي 

 

كلنا نازحين من غزة 

 

١٢ نفر 

 

كلنا بننام في غرفة واحدة 

 

عملنا خيمة صغيرة جنب هذه الغرفة

 

عشان إحنا وأخوتي نقسم الحمل 

 

أخوي ومرته وأولاده

 

وأنا وأمي وابني معي

 

الساعة خمسة ونص 

 

صار الإنفجار 

 

ما حسينا إلّا كل الدور اللي عنا

 

تقول إبادة إبادة يعني 

 

إبادة مش طبيعية 

 

إلا ع فجأة لقينا حالنا كلنا بننطم في الرمل 

 

الحجارة فوق رؤوسنا 

 

 الحديد فوق رؤوسنا 

 

ما ضل ولا حاجة

 

 ولما نحنا قمنا ولقيت حالي عايش

 

طلع عنا بالعيلة تقريباً عشرة شهداء 

 

ربنا يرحمهم 

 

من ضمنهم سيدي 

 

سيدي أبو أبوي الله يرحمه 

 

عمي الكبير 

 

وعمتي وجوزها توفى

 

وابنها الكبير

 

الوحيد كمان راح

 

في إلي أخت 

 

كانت نازحة معي من غزة هي وأولادها 

 

خسرت أولادها الثلاثة في الإنفجار 

 

بعد ما إحنا كلنا تحركنا على المستشفى

 

وعرفت مين في عنا مصاب 

 

لقيت كل اخوتي الحمد لله لسا طيبين 

 

أنا وأخوتي الثلاثة لقينا حالنا عايشين 

 

والي ابن عم استشهد 

 

وابن عمي الثاني استشهد 

 

يعني كان شهداء كثير عنا 

 

وربنا يرحمهم كلهم 

 

من ضمنهم عشرة 

 

والباقي عنا كله إصابات 

 

كانت من ضمن الإصابات 

 

أصعب إصابة حرجة 

 

كانت أخوي

 

كان ظهره كله خرق كبيرهالقد في ظهره واصل للعظم

 

ومن ضمنهم الأصعب الأصعب 

 

حالة ابني سند يعني 

 

لسا حالة ابني سند كان

 

وضعه حرج جداً يعني 

 

هذه الأرض 

 

ما ضل فيها حاجة 

 

الشجر 

 

الزيتون يعني

 

ايش أقولك 

 

من العرق

 

من الشروش مخلوع 

 

ولا نخل ولا شجر

 

ولا إشي 

 

كله متفجر 

 

كانت الكواد كابتر من فوق طخ

 

لا تخلي بني آدم 

 

إلا تطخ طخ عليه 

 

الزينكو الحديد 

 

ما حدا يقدر يرفع رأسه على رأس 

 

على وجه الشباك 

 

اللي بيرفع رأسه ع وجه الشباك 

 

بيلاقي الطلق في وجهه أكله 

 

أنا كنت قاعد جنب منزل عمي 

 

كنت في قلب الخيمة قاعد

 

يعني بعيد عن الإنفجار تقريباً اللي صار عشرين متر

 

اللي كان متواجد في الخيمة أنا 

 

وأخوي مهند 

 

هيو مصاب تحت ربنا يشفيه ويعافيه 

 

ورزق ابن عمي ربنا يرحمه كان قاعد جنبي

 

وقع على رأسه جسر

 

فسخ رأسه من النص يعني 

 

وكان لقيته بتشاهد

 

والله يرحمه مات دغري فوراً

 

كنا قاعدين مع بعض يعني 

 

في لمح البصر خسرت ابن عمي 

 

والله يرحمه برحمته 

 

وجنبي بالزبط 

 

كان المنزل اللي قاعدة فيه أمي

 

وقعت كل الحيطان وكل الدنيا عليها 

 

ومن ضمنهم كانت إصابة ابني سند

 

في نفس الحدث اللي صار في المنزل الثالث

 

يعني بادوا كل المربع 

 

دمّر كل اشي 

 

ما خلا ولا حاجة ولاحاجة 

 

ايش إنت بدك تستصلح أي حاجة من الأرض 

 

ما ضل ولا حاجة 

 

ع مدار المحيط الثلاثة دنوم 

 

إبادة ولا حاجة ظلّت 

 

لا دار ولا شجرة ولا نخلة ولا زيتونة 

 

ولا ليمونة ولا حاجة 

 

تقول حفر الأرض من أول وجديد 

 

دمار بشكل جنوني كان 

 

الاحتلال لا ما بميز ولا حاجة يعني 

 

ولا طفل صغير ولا كبير ولا بهمه أي شيء يعني 

 

الهدف اللي بده إياه بجيبه 

 

بقولك مستعد يضحي في كل المربع اللي حواليه 

 

في الأطفال في النساء في كل اشي 

 

المهم اللي بده إياه يجيبه 

 

و إحنا مافي عنا أي حاجة 

 

كلنا قاعدين في بيوتنا ويا ما أحلانا 

 

ما لقينا إلّا هالبرميل نزل علينا 

 

أباد المربع كله 

 

وفجأة واحنا قاعدين كمان في قلب الخيمة يعني 

 

مع ضغط الإنفجار 

 

كان أخوي جنبي 

 

لما أنا قوموني 

 

حسيت أخوي لسا طيب 

 

لقيت السجادة اللي إحنا كنا قاعدين عليها 

 

لافاه هو وبنته

 

كانت بنته بين رجليه معلقة 

 

صار يقولي يا أخوي أنا عايش أنا عايش أنقذني 

 

أنا عايش ساعدني

 

ومخنوق لقيته 

 

لقيته طلع من تحت الرمل 

 

عينيه بدهم يفقعوا من ضغط الإنفجار 

 

أنا حتى مش سامع 

 

ظليتني ثلاثة أيام بدون سمع يعني 

 

خشيت العمليات

 

وعملولي كل إشي وأنا ولا سامع حاجة

 

بحكوا معي بعملولي في الصوت  

 

لأنه من ضغط الإنفجار والضغط يلي صارعنّا

 

ولا واحد فينا بيسمع صار 

 

أخوي الثاني لحد الآن سمعه 

 

ضعيف جداً 

 

كان عنا 

 

من ضمن الشهداء العشرة

 

في عنا ثلاث أطفال 

 

الثلاث أطفال هذول أولاد أختي 

 

واحد ١١ سنة 

 

وواحد ١٢ 

 

وواحد ٩ سنين

 

أطفال يعني


هدول ايش ذنبهم الأطفال هذول 

 

يعني يروحوا هيك ضحية كلهم 

 

راحوا كلهم تحت الركام يعني

 

وحاليا لحتى الآن إحنا مش قادرين نطلعهم 

 

كلهم تحت الأنقاض

 

وتحت الأنقاض عنا ضايلين ستة شهداء 

 

ضايلين تحت الردم مش قادرين نطلعهم 

 

ومن ضمن الإصابات كانت ابني سند، حالته حرجة جداً 

 

أنا يعني عمر ابني سنة وثلاث شهور 

 

لقيت ايده يعني كلها رايحة

 

 فش لقيت 

 

قالولي بس 

 

أصبع لقيت عايش من ابني 

 

الأربعة هذول رايحين 

 

رايحين بتر 

 

إيده اليسرى 

 

وإيده الثانية كل الأوردة يلي في قلبها متمزقه والأنسجة

 

الدكتورمبارح بيقولي 

 

حالة إيد ابنك الثانية يعني 

 

بطلعلها ريحة عفن 

 

خطرة كثير يعني 

 

يعني أنا بناشد وبطالب إنه 

 

بس يعني أسفّر ابني في أسرع وقت ممكن 

 

يعني للعلاج بالخارج 

 

في أسرع ما يمكن

 

أنا بديش كمان أخسر إيده الثانية 

 

يعني إيده هذه مبتورة رايحة 

 

بديش اخسر إيده الثانية 

 

كمان يضل ابني عاهة مدى الحياة

 

طفل زي هذا يعني لازم 

 

 يكون حقه مثل باقي الأطفال

 

ومثل باقي كل الأطفال

 

يعني يعيش حياته طبيعية وحياة سليمة وحياة كريمة

 

ليش يضل بدون إيدين ولابدون أي حاجة 

 

مش من حق ابني يكون مثل باقي هالأطفال؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فيدوهات