بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة الخمسون (أثناء العمل جهداً لإنقاذ المصاب تم إصابتي بطلق ناري من عيار متفجر)
أنا المواطن نور الدين محمد مصطفى قشقش
سكان بيت لاهيا تحديداً الدوار الغربي
أبلغ من العمر ٢٧ عام
أقوم بممارسة مهنة صيدلانية
و بتاريخ ٢٠-١٠-٢٠٢٣ بداية أو أوائل الحرب على القطاع
كوننا نسكن أو نعيش في منطقة مرتفعة كاشفة للحدود
قرر والدي بالنزوح إلى مكان آمن.
حيث في ظل هذا الوقت لا يوجد مكان آمن
توجهنا سيراً على الأقدام بمسافة لا تقل عن سبعة كيلومتر متجهين إلى حي الدرج غزة
و في ذلك الحين قامت قوات الاحتلال بتهديداتها و قصف هذه المنطقة
و تم أيضا التهجير قصراً بناءً على تعليمات جيش الاحتلال الإسرائيلي
بالتوجه إلى غرب مدينة قطاع غزة تحديداً مركز إيواء حسن حرازين
و تم هناك استدعائي من قبل إدارة الإيواء بممارسة مهنتي الطبية كصيدلاني بتاريخ ٢٠-١٢-٢٠٢٣
قامت قوات الاحتلال المتغطرس بقصف حول مركز الإيواء
مما أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر ٦ سنوات
و تم استدعائي أيضاً لإنقاذ هذا المصاب في تمام الساعة التاسعة صباحاً
فتوجهت إلى المكان المتواجد فيه الطفل
و الذي كان متواجد في الطابق الثالث
و أثناء العمل جهداً لهذه الإصابة تمت إصابتي بطلق ناري من عيار متفجر
مما أدى الى إصابة بالغة تهدد حياتي
و في هذا الوقت فقدت كامل الوعي بسبب النزيف وعدم السيطرة عليه
و بعد ذلك الحين تم استدعاء الزملاء في النقطة الطبية
فلم يستطيعوا فعل أي شيء سوى المحاولة لإيقاف النزيف
بعد مكوثي في مكان الإصابة حوالي ساعة و نصف
تم أخذي بواسطة عرباية يجرها حيوان إلى مشفى الشفاء
و مكثنا في هذا الطريق حوالي نصف ساعة حتى وصلنا إلى المشفى
و كانت الساعة في ذلك الوقت العاشرة و النصف صباحاً
و بعدها تم إدخالي الى قسم الاستقبال حيث لا يوجد أصلاً قسم استقبال في ذلك الوقت
و جلست فاقداً للوعي في ذلك المكان حوالي ساعتين استمرار النزيف الذي كان سبباً يهدد حياتي
و بعدها أتى طبيب من الناس عامة و ليس موظفاً في الشفاء
قام بجهده الشخصي لوقف النزيف
و بعدها تم استدعاء طاقم طبي غير متكامل بتخصصاته
و تم تشخيص حالتي ما بين إنقاذ حياة أو البتر
و في تمام الساعة الثامنة مساءً تم تشخيصي و أخذ القرار من قبل الأطباء في داخل مستشفى الشفاء
لسوء القدرات الطبية بتحويلي إلى مشفى أصدقاء المريض بسيارة إسعاف
فوصلنا مشفى أصدقاء المريض و تفاجأنا بعدم وجود أطباء أصلاً
و تم إرجاعي إلى الشفاء بعربة يجرها حيوان
و جلست في مستشفى الشفاء انتظر رحمة الله
و بعد مكوثي حوالي ربع ساعة تم استدعائي من أصدقاء المريض بإسعاف
و أخذي إلى المشفى مباشرة
وفي تمام الساعة التاسعة مساءً في تاريخ ٢٠-١٢-٢٠٢٣
دخلت غرفة العمليات في محاولة لإنقاذ حياتي و تم خروجي الساعة الحادية عشر مساءً
حيث كانت العملية في ذلك الوقت فقط إنقاذ حياة مبدأياً
و في اليوم التالي بتاريخ ٢١-١٢ يوم الخميس
كان يجدر بنا أن نقوم بعملية أخرى طارئة بظل عدم وجود منظومة كاملة من الأطباء
واجتهاداً من الأهل جلبوا طبيب خاص لإقامة عملية أدت إلى بتر قدمي اليسرى فوق الركبة
و في نفس اليوم لعدم ملائمة المكان تم خروجي من مشفى أصدقاء المريض
ذهاباً الى مشفى الشفاء
و تم مكوثي حوالي من تاريخ ٢١-١٢ حتى تاريخ ٣-٢-٢٠٢٤
وكانت في هذه الفترة عدم وجود طاقم طبي لقيام اللوازم الغيار للإصابة
و في ذلك الحين حيث كان جهد الأهل لشراء مستلزمات الغيار و دواء من مستودعات خاصة
على نفقاتهم الشخصية
و تم حصار الشفاء في حينها
مما أدى إلى نزوحنا من غرب غزة إلى شمالها قصراً و ليس طوعا
إلى مراكز الإيواء في شمال القطاع
تحديداً مركز إيواء مدرسة تل الربيع
و هنالك تم استمراري لغيار جروحي لعدم و قلة وجود الإمكانيات
إلّا انه بعدها تعافيت من الجروح
وعدت إلى محاولة مهنتي كصيدلاني في هذا الإيواء
رغماً لبتر قدمي إلّا إنه لن تستطيع فقد قدمي أن تمنعني من خدمة أبناء وطني المنكوب
و هنا و أخيراً تستمر حياتي مفقوداً و فاقداً لقدمي اليسرى و تسمتر الحياة بدون قدم