شهادة حسن الغول الجزء الأول (الاعتقال)

Content Cover

الإعتقال 


حسن كمال خميس الغول

 

أنا موظف حكيم طوارئ في مجمع ناصر

كان عندي دوام طبيعي

احنا بنداوم أربعة وعشرين ساعة

 

دوامنا الطبيعي كان يوم واحد وعشرين يناير

 

أواثنين وعشرين يناير من سنة ٢٠٢٤

 

 

وجيت على دوامي من رفح

أنا سكان رفح

جيت ع المستشفى الصبح

ما فش أي إشي في خانيونس

إلّا الأخبار المتداولة من أسبوعين

سابقة لهذا التاريخ

إنّه الجيش في منطقة بطن السمين والمناطق هذه

اللي هي شرق مستشفى ناصر يعني

ومن غير المتوقع كان إنّه يحاصروا خانيونس في ليلة يعني

 

 

الكل كان يقول لي ما تروحش ع المستشفى

الدنيا خطر كذا

قلت لهم لو بدهم يدخلوا لمستشفى ناصر

بدهم أيام يعني وحنشعر " وحنهرب"

ف و إحنا في الدوام

جيت ع الدوام

وداومنا طبيعي

واحنا في الدوام تقريباً قبل المغرب

الناس صارت تجري

وحوالين المستشفى

وتحكي اليهود وصلوا مستشفى الخير

مستشفى الخير اللي هي عند جامعة الأقصى

غرب مستشفى ناصر

يعني قبل المواصي

فالكل استغرب

إنّه كيف اليهود وصلوا هناك يعني

الجيش الإسرائيلي

 

فإحنا قلنا يمكن زي هيك

عملية محدودة ليوم يومين

وحيطلعوا يعني

وضليت في المستشفى

ثاني يوم

أو ثالث يوم كانت في ناس

زي ما بيقولوا

أهل خانيونس أدرى بشعابها يعني

فكانوا في ناس من خانيونس

يهربوا من مناطق ثانية

بس أنا بصراحة خفت يعني

لأنه هروب تحت الخطر يعني

بدك تحط روحك ع كفك

 

 

 

يا "بتهرب" فيها يا إمّا بتنطخ وبتموت

من القناصات

فأنا ظليت في المستشفى

قلت يمكن يومين ثلاثة أربعة تنحل القصة هذه

رابع يوم من القصة

طبعاً بقيت أنا الموظف الوحيد

اللي بشتغل في قسم الطوارئ ساعتها

ومعي عشرة شباب متطوعين

بس في قسم الطوارئ

أنا ما بحكي عن المجمع كامل

يعني كان في موظفين كثير موجودين في المستشفى

وظلهم صامدين

فا يوم الجمعة ستة وعشرين يناير بالضبط

حكوا إنّه إحنا عملنا معبر آمن

اللي هو حلابة

بنقول عنه إحنا بالمصطلح الفلسطيني يعني

فأنا حكيت مع الشباب اللي معي في القسم

 

 

كان القسم فاضي طبعاً

أخلينا منه أي مصاب أو إشي

عشان ما يظل حدا في خطيتنا يعني

ف في ستة وعشرين يناير

قررت إني أنا أروّح على بيتي

على رفح يعني

وقلت يعني أنا ما فش عليّ إشي يعني يدينني

أو ما توقعت لو واحد في المية

إنّه ممكن يعتقلوني يعني

أخذت حالي وغيرت "ملابسي "

ولبست لبسي تبع البيت

ترينج لونه بيج

وما أخذت معي ولا إشي

ولا شنتة ولا حاجة

 

كان معي جوالي وفلوسي

وطلعت ع باب مستشفى ناصر

كان منظر مهيب يعني

آلاف آلاف مؤلفة من سكان خانيونس بدها تطلع

عن طريق المعبر الآمن

فقلت للشباب اللي معي

طلعنا إحنا تسع شباب وصبية

حكيمة من قسم الطوارئ

قلت لهم حطوا رؤوسكم بين هالرؤوس

وبنقول يا قطاع الرؤوس وتوكلوا على الله

ومشينا من الساعة عشرة الصبح كان موعد فتح الحاجز

إحنا وصلنا ع الحاجز أربعة العصر

من زحمة الناس يعني

إجى دورنا ع الأربعة العصر

الحاجز كان عند جامعة الأقصى تقريباً

 

مقابل المحكمة

لما وصلنا هناك

في قبل الحاجز بخمسين متر تقريباً

أربع دبابات وبيوقفوا الناس

بيصير اللي ع الحاجز " يصرخ " ع المايكروفون

النساء والأطفال يتقدموا

فالنساء والأطفال بيمشوا بدون تفتيش ولا إشي

فحكينا للحكيمة اللي معنا

روحي مع النساء واطلعي توكلي ع الله

والشباب اللي معي أعطوها أغراضهم كمان يعني

جوالاتهم وكذا وهيك

ف أنا خليت جوالي معي

لأنه كان المفروض ع الحاجز

كل شخص يرفع هويته زي هيك

ف أنا ما كانت معي هويتي

فكانت صورة هويتي في جوالي

 

 

فقلت خلي جوالي معي

لو طلبوا هويتي أقوله هيها

فخليته معي

وفلوسي كانت في الحماية ال

Cover

تبع الجوال

ومشينا

بعدين صاروا يقولوا

الرجال يمشوا خمسة خمسة

ورا بعض

طابور

فوصلنا إحنا خمسة كنا

فلما وصلنا قبال الحاجز

في زي كاميرا هيك مثلث وكاميرا فوقه

فقال

بيحكوا عربي هم

أبو الترينج البيج يجي ع اليمين

فأنا اللي لابس بيج

رحت ع اليمين

قلي أدخل في الممّر

دخلت ورا في الممّر

ما حدا حكى معي يعني إيش

إيش اسمك هويتك ولا إشي

دخلت في تجمع من الجنود

وفي ناس كثير ع الأرض

مكبلين هيك ورا ظهورهم

إيديهم ورا ظهورهم

بالكلبشات ومعصوبين الأعين يعني

فقلي إيش معك أغراض

قلت له معي جوالي بس

وفلوسي في الجوال

قلي حط جوالك ع الأرض

واشلح الدبلة اللي في إيدك وحطها ع الجوال

واشلح كل ملابسك

فشلحت الترينج

وظليت في "الملابس" الداخلية

فقلي اشلحهم كلهم

فشلحت "ملابسي" كلهم

 

وفي كانوا هم حاطين على الجنب

"الملابس" اللي زي تاعت الكورونا

اللي هو الأبيض هذا

اللي زيه زي الحماية تاع الكورونا

فقلي البس واحد لبسته

وقلي قدم لعندي

ودير وجهك

وحط إيديك ورا ظهرك

حطيت إيدي ورا ظهري

وربّطوني وغمّوا عيني

وقعدوني مع اللي قاعدين يعني

برضوا حتى الآن

ما حدا حكى معي إشي

وبدأ الخوف يعني يدب في قلبي

إنّه أنا ليش يعني علموا معي هيك

وإيش بدهم مني

لكن ممنوع تحكي يعني

أي حدا بيسأل

بيصيروا يضربوا فيه

بشكل جنوني يعني

كانوا يضربوا الكل يعني

أي واحد

حتى لو واحد قال بدي أروح ع الحمام

 

بيصيروا يضربوا فيه

كان ضرب بشكل جنوني

وبقت بداية رحلة عذاب يعني

 

 

 

الآن أنا بدأت أحسب الوقت بشكل تقديري

لأنه خلص عيوني تغمّوا وما مش شايف إشي

ظلينا تقريباً

أربع أو خمس ساعات

في نفس المكان

وهم بيجمعوا معتقلين

وبعد بأربع أو خمس ساعات

أخذونا مشي ع الأقدام

مسافة تقريباً يعني

مئة متر

أو مئة وخمسين بتوقع

ودخلونا في مبنى

بتوقع إنّه هو المحكمة

أو مبنى من المباني اللي جنبه يعني

لأنه هم كانوا احتلوا كل المنطقة هذيك

فدخلونا في المبنى هذا

ودخلت علينا قوة في العصي

وطبّوا فينا قتل وتعذيب بشكل رهيب

 

بدون توقف يعني

وبدون تمييز يعني

مش إنّه أنت بدي أضربك عشان كذا

وأنت عشان كذا

بيضربوا في الجميع يعني

وبشكل مش طبيعي

وبعدها

أخذونا في سيارة

حطونا فوق بعض هيك

في السيارة يعني

سيارة نقل هي

زي الشحن يعني

بس أنا ما كنت مميز بصراحة إيش في

يعني بس هي سيارة كبيرة

إنّه صوتها ضخم

وعددنا كان كبير وحطونا فوق بعض

واللي أجى تخت ينخنق و" يصرخ"

واللي فوق

ورجليّ تكحتن يومها

وكنا فوق بعض

وبهدلة يعني

ومشوا فينا

مسافة تقريباً من سبع لعشر دقائق

 

 

 

نزلونا في مكان

احنا الحين حافيين

مش لابسين إشي في رجلينا

فالأرضية كانت اللي هي الحجارة البيضاء

الباسكورس اللي بنقول عنها إحنا

ما بعرف إيش هي

مصنع أو موقع أو إشي

يعني مكان هم متحلينه

وأخذونا هناك

وبدأوا يفرزوا فينا يعني

احنا لمّا طلعونا من هناك

اللي كان معه هويته

كانت هويته في إيده يعني

فأنا ما كان معي هوية

" فبينادوا"

أو مش "بينادوا "

كنا ماشيين زي الطابور يعني

وكل واحد بيمسكه الجندي بيسحبه زي هيك

وفي جنود ثانيين

ما بعرف بيفحصوا بآلية معينة

بيسأل قديه رقم هويتك

بيقوله كذا كذا

أو بيقوله هات هويتك

 

 

بوخذها منه

فقال لي قديش رقم هويتك

قلت له كذا كذا

فقال بالإنجليزي للي معه

Go to die

يعني هذا عالإعدام

فحطوني مع جماعة هيك

وحسب ما بتخيل أنا

إنّه كنا إحنا مجموعات يعني

يعني نظام مثلاً عشرة عشرة أو كذا

في نفس المكان اللي أخذونا عليه

فبدأت أنا من الخوف والقلق

إنّه أنا أقول ليش أنا بدهم يعدموني

ففجأة ما تحملت يعني

فصرت " أصرخ " للجنود

إنّه يمكن أنتوا مخربطين

يمكن مش أنا

بيسألوني شو اسمك

أنا ليش هون وكذا

فصاروا يضربوا فيّ

 

في العصي وفي الإيدين وفي الرجلين

يعني أنت بتوقع ع الأرض وأنت مربطة إيديك

ووراء ظهرك هيك

وبيظلهم يضربوا بشكل يعني

غير يعني

بشكل رهيب يعني

ووين ما تيجي تيجي زي ما بيقولوا يعني

ما فش حساب يعني

في رأسك في رجلك

في ظهرك وين ما تيجي تيجي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فيدوهات