شهادة حسن الغول الجزء الرابع (غرفة التحقيق)

Content Cover

غرفة التحقيق بشاشة لايف

 

أخذوني على تحقيق

في نفس المكان اللي فيه المعتقلات

 

هو في اليوم ال١٦ بس

ما بعرف التاريخ بالزبط كم كان

يعني ممكن ١٣

أنا قدّرت إنّه ١٣ -٢

أخذوني ع التحقيق

دخلت على الضابط

وإيش اسمك

رفعوا عن عيني

كشفوا عن عيني

وربطوني بالكرسي من إيدي ورجليّ

فا إيش اسمك

حسام كمال الغول

رقم هويتك

عدد أفراد أسرتك

أهلك كذا

 

وين ساكن

إيش بتشتغل

أمور زي هذه

بعدين لفوا شاشة الكمبيوتر عليّ

قلي هاي بيتك مزبوط

قلت له مزبوط

فخريطة طبعاً زي اللي احنا بنشوفها

القمر الصناعي يعني

فانتقل لبرنامج ثاني

وكان البرنامج الثاني زي

تصوير فيديو

فبيقول لي هذا تصوير فيديو لايف الآن لبيتك

وفعلاً كان تصوير فيديو

ما بعرف هو من طيارة مسيّرة

أو قمر صناعي

أو إشي ما بعرف

فا اكتشفت إنّه فيديو جديد

لأنه كان في خيمة جنب بيتي

ما كانت موجودة لما أنا اعتقلوني

يعني خيمة نازحين

وكان يعني

أخوالي وأصحابي قاعدين ع باب البيت

متجمعين يعني

 

 

اه في الفيديو شفتهم

طبعاً مش الصورة مش واضحة ميّة في الميّة

بس ميزتهم يعني

فصار يقول لي أنا

بدي أقصف بيتك وأهلك في البيت

فقلت له

ليش يعني أنا شو عامل يعني

فقلي أنت ما عملت إشي

بس أنت يمكن تغلبني في التحقيق

قلتله  ليش أنا أغلبك في التحقيق

أنا إيش علي عشان تحقق معي

وليش أغلبك

وليش تقصف بيتي وأهلي

فقال لي

خلينا نشوف

إذا غلبتني رح أقصف أهلك

وبيتك يعني

وهم فيه يعني

بعدين صار يحط على مناطق على الخريطة

بيوت يقول لي هذا بيت مين

أقول له بيت فلان يعني

هو لما يضغط ع البيت

لما شفت الكمبيوتر

ضغط ع بيت

بيجي صاحب البيت مين هو

وايش شجرة العيلة تاعته

ف هو بيسأل فيّ بس إنّه بده يتأكد

 

لأنه بده يوصل لهدف ثاني يعني

فبيقول لي

هذا بيت مين وهذا بيت مين

بشكل عشوائي

عن ناس طبيعين بيسألني

مش عن حدا مستهدف إلهم يعني

وما طولتش في هذا التحقيق

ما أعطانيش السبب الحقيقي

ليش هم معتقلينّيّ

ولا بدهم يسألوني عن إشي معين

وما فهمت برضو أنا ليش عندهم

وقال للجنود رجعوّه مكانه

ما قعدتش تقريباً ساعة في الجلسة هذه

ورجعوني ع المعتقل

وقضيت ليلة فيه

وثاني يوم

"نادوا" عليي على اسمي

وأخذوني وحطوني في سيارة

 

ونقلوني في السيارة مسافة

عشر أو ربع ساعة

عشر دقايق أو ربع ساعة

نزلوني في مكان

طبعاً أنا كله معصوب العينين ومش شايف طبعاً

نزلوني في مكان

صوت دوشة كثير

صوت تعذيب كثير

صراخ كثير

ما كنت بعرف شو المكان هذا

بس اتضح لي بعدها إنّه منهم يعني

قالوا لي أنت في المخابرات

واحنا بدنا نحقق معك

كمان مرة

دخلت على الضابط الإسرائيلي وهو قاعد ع المكتب وكرسي التحقيق قدام المكتب

ربطوني في الكرسي

فا بيقول لي

طبعاً كانوا في اثنين جنبي هذول

كانوا إذا حكيت لأ أو مش عارف

كان شغلهم التعذيب يعني

فبيقول لي أنت حسن الغول

قلت له صحيح

 

 

قلي أنت بتشتغل في مستشفى ناصر

قلت له صحيح

قلي بتشتغل في قسم الطوارئ

قلت له مضبوط

 

هو اللي بيسألني يعني

أو مش بيسألني بيعطيني معلوماتي جاهزة عنده

فبيقول لي أنت بقيت تشتغل طول فترة الحرب

في غرفة الإنعاش اللي في قسم الطوارئ

قلتله مزبوط

قال لي أنت في سبعة أكتوبر كنت مداوم؟

وأجاك اثنين مخطوفين إسرائيليين مصابين

وتعاملت معهم بإيديك!

قلت له صحيح

بس هدول مصابين وأنا ما بميز بين المصابين يعني

وإجاني مصاب وأنا بتعامل معه

مع الحالة الموجودة عندي بس يعني

ما إلي علاقة في إشي ثاني

فقال لي إحنا بنشكرك على إنّك أنت تعاملت معهم

 

 

كان راجل ستيني تقريباً

لكن كان متوقف القلب عنده

بدون أي إصابة

الظاهر إنّه من الخوف

من اللي صار في سبعة أكتوبر أو شيء

فجابوه عنا ع الطوارئ جثة هامدة

فحاولنا إنّه نعمله إنعاش أنا والزملاء

تقريباً نص ساعة شغل إنعاش

ما قدرنا ننعشه

وتوفى

وأخذوه يعني

والإصابة الثانية إجت بعده

كان شب في العشرينات

ما بين الخمسة وعشرين والثلاثين

كانت رجله مكسورة

وحطيناله زي جبيرة

 

وأخذوه برضو

فحكيتلهم أنا هذا الكلام

فصار يقول لي مين جابهم

وين راحوا فيهم

وين خبوهم

قلتلهم ما بعرف

أنا شغلي بس حكيم في المستشفى

إجاني مصاب تعاملت معه فقط لا غير

مش مسؤوليتي إنّي أنا أروح أشوف

وين راحوا أو وين أخذوهم

ما بعرف يعني

فكل ما أقول ما بعرف

بيصيروا الاثنين هذول يضربوا فيّ

بشكل يعني جنوني جنوني

 

كانوا لابسين أحذية فيها قطعة حديد

من المقدمة فبيضربوني فيها على غضاريف الركبة

على الأضلاع هون

من شدّة الألم ما بتقدر تصرخ

بتنخنق

كان معهم حديدة بيضربوني على رقبتي وعلى ظهري فيها

وعلى رأسي

وممكن يرشوا عليّ فلفل في عيني ّ

وفي البخاخات

وبتصير مش شايف

وبتصير تصرخ من الألم

وغير البوكسات والشلاليط

زي ما بيقولوا بالعاميّة عنا

يعني ضرب بالإيدين وبالرجلين

وفي أي مكان يعني

بدون يعني ما حدا يوقفهم يعني

 

الآن صار يقول لي أوصف لي إياهم

لون شعره

عينيه

مش عارف شو كذا

فأوصف اللي بتذكره

وفي شغلات يسألني فيها دقيقة

يعني اللي ميّت

يقول لي إيش لون عينيه

أقول له ميت ما شفتش عينيه يعني

فا بعديها ورجاني صورة المخطوفين الإسرائيلين

قلي مين من هدول اللي مروا عليك

فما عرفتهم أنا من الصورة

يعني لمّا أجوا بحالة ع المستشفى

بحالة إصابة

مش زي ما لما تجيب صور أنت من النت

يعني من حساباتهم التواصل الاجتماعي

صورة مرتبة وهيكا

وما قدرت أميزهم

فا من الخوف إنّي أقول له مش عارف

وإنّه يحس إنّي أنا مخبي عليه

ويضربوني

قلت يمكن هذا ويمكن هذا

فقالي متأكد

خفت أقول له متأكد

يقول لي احنا هذول حررناهم مش ميتين مثلاً

فا صرت في دوامة

من الخوف يعني

 

فقلت له مش متأكد

بس احتمال فوق ال٨٠ بالمية

يكونوا هذول يعني أنا

مشبه عليهم بس مش متأكد

فقال لي ماشي

الحين

جاب كشف ورق

في أسماء موظفين من المستشفى

زملائي

تمريض وأطباء وصيانة وإدارة وأمن

فيسألني فلان الفلان الفلاني

شو وظيفته في المستشفى

فاحكيله مثلاً طبيب

بعد ما يقول لي شو وظيفته في المستشفى

يقول لي شوف شو منصبه في حماس

أقول له مش عارف

كانوا حوالي ٢٠٠ اسم

ب٢٠٠ كلمة مش عارف

ب٢٠٠ قتلة زي ما بيقولوها

أو ٢٠٠ يعني مرة من التعذيب

كنت رح "أموت " بين إيديهم يعني

وكل ما يسألني اسم وأقول له مش عارف

يصيروا يضربوا فيّي

 

 

وما يفلتونيش إلّا لما يقتنعوا إني أنا مش عارف

وينتقل للاسم اللي بعده

بعد عشرة أو خمسة عشر اسم

يقول لي أنت كله مش عارف مش عارف مش عارف

أنت موظف في المستشفى

وأنت شخصية محبوبة ومعروفة في المستشفى

ليش ما بتعرفهم يعني

قلتله أنا بعرفهم كموظفين في المستشفى

ما بعرف شو انتماءاتهم ولا شو شغلهم

 

 

وكان كمان في أشخاص برضو

أنا ما بعرف شو وظيفتهم حتى في المستشفى

المستشفى كبير وموظفينها كثير

وفي أقسام أنا ما بعرف موظفينها

فا اللي بقول له ما بعرفوش

يفرجيني صورته ع الكمبيوتر

يقول لي هاي صورته

بتعرفه

أقول له

شفته قبل هيك

بس بعرفش شو بشتغل

يضل يسألني عنهم

وفي بعض الموظفين يقول لي

 

 

وقت إيش كانوا يروحوا

وقت إيش كانوا ييجوا

مين كان يشتغل معهم

وكذا

وأسئلة

قلت له أنا من بداية التحقيق معي

أنت قلت لي إنّه أنت بتشتغل في غرفة الإنعاش

يعني أنا بشتغل في أصعب غرفة

وأصعب مكان في المستشفى

يعني بكل الحالات الخطيرة

في الإصابات بقت تيجي عندي

وأنا كنت مسؤول عن هاي الغرفة

يعني ما بقدرأغادرها

ما بعرف إشي في المستشفى

بعديها في أنفاق في المستشفى

في متفجرات في المستشفى

في سلاح في المستشفى

مش عارف مش عارف مش عارف

كل كلمة مش عارف

ضرب ضرب ضرب

 

 

 

 

 

 

 

فيدوهات