بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة السابعة والخمسون (أول ما شافني سلفي صار يصرخ أشلاء، أشلاء)
إخلاص الغمري
٢٧
الوضع اللي صار معنا والله من أوليتها
احنا ما توقعنا يصير معنا زي هيك
كان جوزي واقف ع الشباك
وبيقولي يا إخلاص تعي شوفي
هاي شكله في دبابة
والله كنا محضرين احنا أغراضنا
كنا بدنا نطلع
وكنت مجهزة شناتيي وكل حاجة
ضربونا من الشباك مباشرة علينا
مباشر مباشر
إيدي راحت وجوزي ع طول مات
استشهد
أنا أول ما صارت الخبطة
بسرعة رحت ع الغرفة الثانية مش عارفة كيف
أنا رغم إنّه أنا يعني إجري مفتحة
إجري محفورة
وإجري الثانية
وإيدي الثنتين
وإيدي راحت
رحت ع الغرفة الثانية ورميت حالي عند التخت
وهو بطلع سلفي أول ما شافني صار يصرخ
ويقول أشلاء أشلاء
نزل تاني تحت
صار يطلب في الإسعاف
وطلع تاني
بده ينقذ أخوه
وضربونا كمان ضربة
وكانت بنتي الصغيرة ع قبالي
عمتي أخذتها وشردت فيها
وهي ع الدرج
ضربونا كمان ضربة
ثلاث ضربات ضربونا
يعني ربنا أنقذها بنتي
رحت ع الثلاجة
حتى أغسل وجهي مش شايفة من الغبرة
عشان أشوف أولادي وجوزي
كنت ميتة خوف عليهم
بعد ما غسلت وجهي
رحت عند التسريحة
حاولت أطول في الجوال
لمّا طلته
ظليتني أفرك في عيني
أفرك في عيني
عشان أشوف
لمّا حاولت أرن على خواتي
لأنو إنّه احنا منطقتنا بعيدة
وفش في إسعافات بيجوا
قالولي يمكن ربع ساعة نص ساعة
زي هيك
وأنا بنزف
الغرفة كلها دم
مغرقة دم الغرفة
أنا قلت خلص رحت فيها
بس أنا كل كل تفكيري كان في أولادي
كنت ميتة خوف ع أولادي
حاولوا الإسعاف تيجي عنا
وأخذتني وأخذت بنتي
وجوزي وسلفي كانوا مستشهدين
جابوهم ناس ثانية ع الكارّة
وصلوني ع الإسعاف
وجابوني ع المستشفى
وكان وضعي صعب جداً
حتى قالوا لأهلي
أدعولها
يعني إنه تعيش
بنتي استشهدت
وأنا ظليتني
مِنّة الغمري
صعب والله لسا بتحركش
بتحركش خالص
متطلباتي، إنو أقوم
نفسي أقوم لبناتي
نفسي
يعني ضايل إلي أنا بنتين
نفسي أحضنهم
يا الله قد ما أنا مشتاقة إلهم
مشتاقة إلهم كثير كثير
نفسي أقوم أحضنهم
أقعد معاهم
ما بقدر
ما بقدر أتحرك خالص