التقرير الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات في فلسطين خلال شهر نيسان من العام 2025

استمرت الانتهاكات الداخلية خلال شهر نيسان من العام 2025 بوتيرة متفاوتة، يبرز هذا التقرير أهم الانتهاكات التي رصدتها الهيئة.

 

تفاصيل الانتهاكات

أولاً: انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الشخصية

رصدت الهيئة 9 حالات وفاة خلال الفترة التي يغطيها التقرير وقعت 3 منها في الضفة الغربية. و6 في قطاع غزة، توزعت كالتالي، 7 حالات وفاة وقعت في ظروف غامضة 2 منها في الضفة و5 في القطاع، وحالة واحدة وقعت نتيجة الشجارات العائلية والقتل الخطأ وقعت في القطاع، وحالة واحدة وقعت نتيجة عدم اتباع معايير السلامة العامة بالضفة.

 توضيح لحالات الوفاة

1. الوفاة في ظروف غامضة

-  بتاريخ 1/4/ 2025 أثناء تنظيم مجموعة من الشرطة، مكونة من أربعة أفراد بالزي المدني، بيع كمية من الدقيق بحوزة أحد التجار من عائلة "ي" في شارع أبو حسني بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تدفق عدد كبير من الجيران والمواطنين إلى باب منزل التاجر، في محاولة للحصول على كيس دقيق، ما تسبب في ازدحام شديد، وحدوث حالة من الفوضى والتدافع بين المواطنين. وعند الساعة 11:25 حاول أفراد الشرطة السيطرة على الموقف وضبط حالة الفوضى والازدحام، وخلال ذلك أطلق أحد عناصر الشرطة النار ما أدى لإصابة أربعة مواطنين، إحداها خطيرة أدت لوفاة المواطن (ع. أ) 22 عاماً.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فقد نُقل المواطن المصاب برصاصة في الصدر لمشفى شهداء الأقصى بسيارة مدنية، وأعلن عن وفاته بعد وصوله بوقت قصير للمشفى.

وعلى أثر ذلك، اختطفت مجموعة من أبناء عائلة (أ) الشرطي الذي أطلق النار، ويدعى (إ. ش)، واقتادوه لأحد الشوارع الفرعية. وقامت مجموعة مسلحة بنقله لمفترق المطاحن على شارع صلاح الدين بمدينة دير البلح، وأطلقت عليه النار بواسطة مسدس وقطعة سلاح (كلاشنكوف) ما أدى لمقتله على الفور.

وأعربت عائلة (أ) وفي بيان صادر عنها استهجانها لمقتل ابنها، الذي كان يصطف للحصول على كيس دقيق، مؤكدة أنه نشأ يتيمًا ويُشهد له بحسن الخُلق، مؤكدة أن ابنها قُتل بشكل مباشر بعيار ناري من سلاح (كلاشنكوف)، وأصيب في الصدر،  وشددت العائلة على رفضها استغلال هذا الحدث، مستنكرة بشدة تداول أي محتوى يوثق الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة دير البلح، وقد انتشر مقطع فيديو 40 ثانية، على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر مشاهد قتل الشرطي (إ. ش) من قبل مجموعة مسلحة.

ومن جانبها، أصدرت الشرطة الفلسطينية في غزة تصريحًا صحفيًا، أكدت فيه أنها تحقق في جريمة مقتل رجل شرطة أثناء قيامه بمهامه في فض شجار.

• بتاريخ 2/4/2025 وعند الساعة التاسعة صباحاً خلال تواجد عدد من المواطنين في مخزن تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حي التفاح بالقرب من منتزه المحطة لاستلام الدقيق، بناء على رسالة وصلتهم من الوكالة، حدثت مشكلة بين عناصر الأمن المتواجدة داخل المخزن والمواطن (س. ح)، عندها أطلق  أحد أفراد عناصر الأمن النار على قدم وبطن المواطن ما أدى لمقتله على الفور.   
• بتاريخ 3/4/2025 توفيت المواطنة (ن. أ) 33 عاماً من مدينة الظاهرية حرقاً داخل منزلها، متزوجة حديثاً تعاني من مشاكل نفسية. باشرت النيابة العامة والشرطة التحقيق في الحادثة.
• بتاريخ 14/4/2025 توفي الطفل (أ. ش) 4 سنوات من مخيم الفوار جنوب الخليل إثر سقوطه من علو أثناء لعبه في بيت جدته نتيجة التفاف حبل البرداية حول عنقه واختناقه. حضرت الشرطة للمكان وتم فتح تحقيق من قبل النيابة العامة والشرطة في الحادثة للوقوف على أسباب الوفاة.
• بتاريخ 15/4/2025 وصل المواطن (ز. ج) 37 عام جثة هامدة لمشفى الشفاء إثر اصابته بطلق ناري مدخل ومخرج، من مدرسة النيل بتل الهوا – برشلونة- قرب الدفاع المدني، ووفقاً لمعلومات الهيئة فإن قوة مسلحة تتبع لحركة حماس(القسام) حضرت للمدرسة لاعتقال (س. ج) ولم يكن متواجداً، وحاولت أخذ ابنه، وخلال ذلك تم اعتراض القوة من قبل عدد من النازحين وأفراد العائلة الا أنه تم الاعتداء عليهم بأعقاب البنادق وإطلاق نار ما أدى لوفاة المذكور على الفور.
• بتاريخ 29‏/4‏/2025 وعند الساعة 14:00 أجبرت مجموعة مسلحة المواطن (م. ا) 33 عاماً (متزوج ولديه طفلة ثلاث سنوات) يعمل سائق شاحنة خاصة متعاقدة مع المطبخ المركزي العالمي WCK، خلال نقله بضائع خاصة للمطبخ من مدينة دير البلح ومروره من شارع أبو عريف بدير البلح، على الوقوف والسيطرة على الشاحنة وأجبروه على السير لجهة غير معلومة مسافة 100 متر تقريباً، عندها أطلقت قوة التأمين المرافقة للشاحنة النار على اطارات الشاحنة ما أدى إلى انفجار إحداها وعدم تمكنها من السير، اضطر المسلحون للنزول منها وأطلقوا النار على قوة التأمين، وخلال محاول السائق النزول من الشاحنة أصيب برصاصة في صدره اخترقت جسده، وبعدها فر اللصوص من المكان. نقل لمشفى شهداء الأقصى وفارق الحياة. فتحت المباحث العامة في المحافظة الوسطى تحقيقاً بالحادثة.

2. الوفاة نتيجة الشجارات العائلية والقتل الخطأ

- بتاريخ 23/4/2025 الساعة الثالثة عصراً وقع شجار بين أفراد من عائلة (ك) وعائلة (أ) والخلاف على البسطات أمام مدرسة أسماء الإعدادية أ، ب، عند مفترق شارع الشفاء مع الوحدة، قرب برج الوحدة بمدينة غزة، عدد من أفراد العائلتين يقومون بسحب العمولة المالية بنسب متفاوتة وسحب الأكواد المالية، وقع الخلاف بينها، وصولاً لاستخدام الأسلحة النارية، ونتيجة ذلك قتل المواطن(ع. أ)، من جباليا ونازح بغزة. نقل لمجمع الشفاء الطبي جثة هامدة.

3. الوفاة نتيجة عدم اتباع معايير السلامة

•  بتاريخ 6/4/2025 توفي الحدث (ع. ا) 17 عاماً من بلدة تفوح بمحافظة الخليل جراء اصابته بجروح خطيرة نتيجة سقوطه من علو أثناء عمله في ورشة بناء قيد الانشاء ببلدة كفر عقب شمال القدس. حضرت الشرطة للمكان وفتح تحقيق من قبل النيابة في الحادث.

4. الإصابة نتيجة فوضى السلاح

• بتاريخ 2/4/2025 وبعد مقتل المواطن (س. ح) على يد من العناصر الأمنية الذين كانوا يتواجدوا في مخازن الوكالة (الأونورا) الأي بي سي في حي التفاح بالقرب من منتزه المحطة خلال تنظيم استلام المواطنين للدقيق، أطلق عدد من أفراد عائلة (ح) لمدرسة الكرامة في حي التفاح بمنطقة الشعف الرصاص على الطاقم الطبي الذي يعمل داخل النقطة الطبية في مدرسة الكرامة والتي كانت تقدم خدمات طبية للنازحين المتواجدون في المدرسة، ما أدى لإصابة (3) ممرضين بأقدامهم وهم (م. ض) 33 عاماً و(أ. ص) اصابته حرجة وتم تركيب بلاتين، والثالث من عائلة (ح) 45 عاماً، وتم نقلهم جميعاً للمشفى الأهلي العربي (المعمداني) بواسطة سيارة اسعاف تابعة للمشفى.

- بتاريخ 15‏/4‏/2025 تلقت الهيئة شكوى المواطن (ع. ا) 53 عاماً مفادها أنه يعمل تاجر، وبتاريخ 29/12/2024 اتصل به شخص وطلب منه شراء سبع خيام من ميراج ونقلهم لمنطقة الكتيبة بمدينة خان يونس وعند قيامه بذلك اتصل لتسليمها وقبض الثمن، تفاجئ بقدوم ثلاث جيبات تابعة لفرقة سهم فيها ملثمين مسلحين، ربطوا يديه وضربوه واتهموه بمساعدة اللصوص دون أن يسمع منه أي تبرير وأطلقوا على قدميه سبع رصاصات. نقلته سيارة إسعاف لمشفى ناصر الطبي. وتم نشر صورته في صفحة على تليجرام اسمها امسك عميل ما سبب له مشكلات عائلية وطالب من الهيئة متابعة شكواه.

5. التعذيب أثناء التوقيف – المعاملة القاسية والمهينة. تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير 14 شكوى تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة، 13 في الضفة الغربية، سجلت 6 منها ضد جهاز الشرطة، و2 ضد اللجنة الأمنية المشتركة، وشكوى واحدة ضد الاستخبارات العسكرية و4 شكاوى ضد جهاز حرس الرئيس، فيما سجلت شكوى واحدة ضد جهاز الأمن الداخلي في غزة.

ثانياً: انتهاك الحق في إجراءات قانونية عادلة: ويشمل هذا الحق الاعتقال التعسفي والاعتقال على خلفية سياسية والتوقيف على ذمة المحافظ والاحتجاز التعسفي ولأسباب سياسية. تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير في الضفة الغربية 47 شكوى تركزت حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً. أما في قطاع غزة فلم تسجل أي شكوى بسبب حالة الحرب هناك حول الانتهاك المذكورة.

أما التوقيف على ذمة المحافظ فقد تلقت الهيئة شكويان، أدناه:

• تلقت الهيئة شكوى المواطن (ي. أ) أفاد فيها انه من مدينة الخليل، وبتاريخ 10/2/2025 تم توقيفه من قبل الأمن الوقائي بالمدينة على ذمة محافظ جنين، تم توقيفه سابقا في جنين 27 يوماً ومن ثم تم نقله للجنة الأمنية بأريحا 4 شهور، بتاريخ 10/2/2025 تم نقله للخليل ولغاية الآن. ووصلت مدة توقيفه 7 شهور تقريبا ويطالب بالإفراج عنه.
• تلقت الهيئة شكوى المواطن (م. س) أفاد فيها انه من سكان الخليل وأنه بتاريخ 10/2/2025 تم توقيفه من قبل الأمن الوقائي في الخليل على ذمة محافظ جنين، تم توقيفه سابقا في جنين 27 يوماً وبعدها تم نقله للجنة الأمنية في أريحا 4 شهور وبتاريخ 10/2/2025 تم نقله للخليل ولغاية الآن. وصلت مدة توقيفه جميعها 7 شهور تقريبا ويطالب بالإفراج عنه.

ثالثاً: انتهاكات حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والتجمع السلمي

• بتاريخ 7/4/2024 دعت القوى الوطنية والإسلامية ليوم اضراب تضامنا مع غزة، تجمع المئات من المواطنين بمحيط دوار المنارة بمدينة رام الله، وانطلقت مسيرة تخللها مشاحنات ومشادات بين المشاركين والشرطة جرى توقيف عدد من المواطنين ثم تم الإفراج عنهم جميعا.
• بتاريخ 28/4/2025 استدعى جهاز الأمن الداخلي المواطن (ح. س) 38عام من سكان بيت لاهيا محافظة شمال قطاع غزة وعند توجه المواطن الى مكان الاستدعاء تم التحقيق معه على خلفية مشاركته في التظاهرة في بيت لاهيا، ومن الجهة التي تقف خلفة وتم الاعتداء عليه بالضرب خلال التحقيق ومصادرة جواله وتحذيره من المشاركة في أي تظاهرات والافراج عنه.

رابعاً: الاعتداءات على الممتلكات العامة والمساعدات

رصدت الهيئة خلال شهر نيسان عدد من حالات الاعتداء بالنهب على مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، من أبرزها:

• بتاريخ 2/4/2025 عند الساعة التاسعة صباحاً خلال تواجد عدد من المواطنين في مخزن تابع للوكالة (الأونروا) بحي التفاح بالقرب من منتزه المحطة، لاستلام الدقيق بناء على رسالة وصلتهم من الوكالة، وقعت مشكلة بين عناصر الأمن الموجودين داخل المخزن وبين المواطن (س. ح)، أطلق أحد أفراد عناصر الأمن النار على قدم وبطن المواطن ما أدى لمقتله على الفور، إثر ذلك دخل عدد كبير من المواطنين إلى المخازن وسرقة جميع ما بداخلها من طحين نحو 20 ألف كيس.
• بتاريخ 29/4/2025 وعند الساعة الثامنة مساءً قامت مجموعة من المواطنين بالسطو على مخازن التموين التابعة لمبادرة (مطابخ غزة العزة) داخل فندق المشتل شمال غرب مدينة غزة، كان يتواجد داخل الفرع (10) أفراد أمن يتبعون لمطابخ غزة العزة والتي يشرف عليها رجل الأعمال بشار المصري، تمت عملية السرقة من قبل أعداد كبيرة من المواطنين كان منهم من يقود سيارات وكارات وقاموا بإطلاق النار داخل الفندق وسرقة كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية (طحين، زيت، سكر وحليب أطفال وغيرها)، مخصصة لإعداد وجبات مجانية.