اختتمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة الأقصى بغزة، البرنامج التدريبي (الصحفي الحقوقي) بهدف بناء قدرات طلبة الإعلام لتعزيز العمل الصحفي في أوقات النزاع وفق النهج المبني على حقوق الإنسان، بمشاركة 22 من طالبات الكلية، وتم تنفيذ التدريب عبر منصة زوم مدة ثلاثة أسابيع مراعاة للظروف الصعبة التي يعانيها قطاع غزة.

وتضمن البرنامج التدريبي مداخلة للدكتور عمار الدويك مدير عام الهيئة تحدث خلالها عن  دور الهيئة في تفعيل الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان، وأهمية توظيف العمل الصحفي لدعم جهود المساءلة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالجرائم والانتهاكات المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبيناً أن الهيئة قد سعت جاهدة لإبراز المعاناة الإنسانية من خلال تفعيل مختلف الأدوات والأشكال والإنتاجات الإعلامية.

وقال الأستاذ مجيد صوالحة مسؤول وحدة الاتصال والتواصل في الهيئة، يأتي تنفيذ هذا البرنامج في لحظة حرجة يعيش فيها قطاع غزة ظروفاً غير مسبوقة من حرب الإبادة الجماعية وما يرافقها من وانتهاكات خطيرة على جميع المستويات، ما يضع على كاهل الصحفيين الشباب مسؤولية مضاعفة في توثيق الحقيقة والدفاع عن الضحايا. مؤكداً أهمية دعم طلبة الإعلام بالمعرفة الحقوقية وأخلاقيات المهنة وأدوات الحماية كونه يشكل استثماراً في مستقبل الصحافة الحرة في فلسطين.

بدوره أشار المحامي بهجت الحلو منسق التدريب والتوعية في الهيئة إلى أن هذا البرنامج تضمن موضوعات من شأنها تمكين طلبة الإعلام من تبني نهج حقوق الإنسان في تغطياتهم، ومساعدتهم على فهم الأبعاد القانونية والأخلاقية لتغطية النزاعات، وخاصة في السياق الفلسطيني المعقد، وتضمنت الجلسات التدريبية حوارات عميقة تُبشر بجيل صحفي واعٍ ومهني.

واشتمل التدريب على جلسات ولقاءات تدريبية متنوعة شدد خلالها نائب المدير العام لقطاع غزة في الهيئة المحامي جميل سرحان وعميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى الدكتور غسان حرب على أهمية  التعاون البناء بين الهيئة والجامعة في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في الوسط الأكاديمي والإعلامي، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية، مشيدين بروح الالتزام من قبل الطالبات المشاركات وحرصهن على المشاركة الفعالة.

وتضمن التدريب عدة جلسات تدريبة منها، العمل الصحفي وقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي، قدمها المحامي حازم هنية. دور الإعلام في توثيق جرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية وإعلاء صوت الضحايا، قدمها المحامي بكر التركماني. التنظيم الذاتي لمهنة الإعلام في أوقات النزاع قدمتها الأستاذة نسمة الحلبي. العمل الصحفي وحقوق الإنسان في أوقات النزاع وآليات المساءلة والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب بشأن الانتهاكات بحق الصحفيين، قدمها بهجت الحلو. الأخلاقيات المهنية في تغطية النزاعات وعدم التعدي على حقوق الضحايا قدمها مجيد صوالحة. واختُتم البرنامج بجلسة خاصة قدمها الأخصائي النفسي أحمد ثابت تناول فيها المعالجات الفضلى للتعامل مع الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها الصحفيون خلال تغطية النزاعات والحروب، موضحاً استراتيجيات التكيف النفسي والدعم الذاتي.

ويأتي هذا التدريب ضمن برنامج الصحفي الحقوقي الذي تنفذه الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان للعام الرابع على التوالي، كجزء من جهودها الاستراتيجية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان في الإعلام الفلسطيني. ويستهدف البرنامج طلبة وخريجي كليات الإعلام في مختلف الجامعات الفلسطينية، من خلال تدريبات متخصصة تهدف إلى دمج المبادئ الحقوقية في التغطية الصحفية، وبناء جيل من الإعلاميين القادرين على التعامل المهني مع انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما في سياقات النزاع والعدوان.