التقارير الخاصة
معابر قطاع غزة: مفاتيح الفرج المفقود- تقرير خاص أصدرته الهيئة المستقلة

معابر قطاع غزة: مفاتيح الفرج المفقود

(معابر قطاع غزة: مفاتيح الفرج المفقود) عنوان تقرير أصدرته الهيئة المستقلة ضمن سلسلة التقارير الخاصة، والذي يبحث هذا التقرير في استخدام مختلف الأدوات من قبل "إسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال للمعابر كوسيلة لقتل الحياة الإنسانية، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها في قطاع غزة، وتداعيات إغلاق هذه المعابر، خاصة بعد أن فرضت "إسرائيل" حصاراً شاملاً على القطاع وأعلنت عنه "كياناً معادياً"، ووضعت سلسلة من العوائق أمام حركة الأفراد والبضائع على المعابر التي تمتلك هي مفاتيحها.

ينطلق هذا التقرير من فرضية مبنية على أساس ما يتوفر من معلومات وبيانات وتوثيقات تؤكد على أن إغلاق معابر قطاع غزة، يُلحق أضراراً بالغة بسكان قطاع غزة، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والنفسية الناشئة من إحساسهم بالعزلة، وانعدام فرصهم بمغادرة قطاع غزة حتى في وقت الخطر على حياتهم وسلامتهم الجسدية، وظهر ذلك جلياً مع بدء العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول للعام 2023م، حين كان العبور من خلال معبر رفح باتجاه مصر درباً من دروب المستحيل، وبالتوازي تم إغلاق معبر بيت حانون بشكل كامل.

يقدم هذا التقرير صورة واضحة عن معابر قطاع غزة، وطبيعة السياسات والإجراءات التي تحكم عملها، وفحص مدى احترام "إسرائيل" والأطراف الأخرى ذات العلاقة لالتزاماتها القانونية المترتبة عليها ضمن أحكام القانون الدولي الإنساني، وأحكام الاتفاقيات الخاصة الموقعة بين الأطراف فيما يتصل بحرية الحركة والتنقل من وإلى قطاع غزة، وكيف ينعكس ذلك على حياة المواطنين هناك.

وبين التقرير أن سياسة الإغلاق والحصار التي تطبقها "إسرائيل" على قطاع غزة تُعد شكلاً من أشكال العقوبات الجماعية المحظورة وفق قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، حيث يرد حظر العقوبات الجماعية في لائحة لاهاي، وفي اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، وقد أُقرّ هذا الحظر كضمانة أساسية لجميع المدنيين والأشخاص العاجزين عن القتال في البروتوكولين الإضافيين الأول والثاني.

فقد عملـت "إسرائيل"، علـى ترسـيخ سياسـة عـزل قطـاع غـزة، والتحكم في كمية البضائع والمواد التي تدخل إليه ونوعيتها وحظر المئات منها، ما تسبب بركود اقتصادي شامل في القطاع، وارتفاع حاد في معدلات الفقر والبطالة.

وحرمت سكان القطاع من العيش ضمن ظروف إنسانية مقبولة، منها الحق في الصحة، إذ لا يتوفر كثير من الأصناف واللوازم الطبية الأساسية، ويضطر كثير من المرضى للانتظار لأشهر لإجراء العمليات الجراحية.

وعبر سنوات الحصار، نفذت "إسرائيل" العديد من العدوانات الحربية المدمّرة على القطاع، أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وتدمير عشرات آلاف المنازل والمنشآت المدنية، وأحدثت دماراً واسعاً في مرافق البنى التحتية.

وبعد حرب الإبادة الجماعية المتواصلة، يتجه قطاع غزة نحو حافة الانهيار التام في الوضع الإنساني بشكل عام، مع إمكانية حدوث انفجار في أعداد الوفيات نتيجة إغلاق المعابر والحصار المطبق، والذي تسبب في الوصول إلى المجاعة وانتشار الأمراض، وقد تم تسجيل العديد من حالات الوفاة نتيجة الجوع، وانعدام الرعاية الطبية والصحية، ونفاذ الأدوية، وتحويل القطاع تدريجياً إلى مكان غير قابل للحياة.