3/9/2024

32/2024

بيان صحفي صادر عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بخصوص

إعدام المواطن أيمن راجح عابد بعد اعتقاله على يد جيش الاحتلال

تحمل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" قوات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية جريمة إعدام المواطن أيمن راجح عابد (58 عاما) نتيجة للضرب المبرح والتعذيب يوم أمس الثاني من أيلول/سبتمبر 2024، بعد اعتقاله كرهينة فجراً من منزله في بلدة كفر دان بمحافظة جنين، للضغط على ولده المطارد الجريح بهدف تسليم نفسه لسلطات الاحتلال، وهو أب لشابين آخرين معتقلين في سجون الاحتلال.

وتستنكر الهيئة بشدة سياسة سلطات الاحتلال احتجاز أقارب من تعتبرهم مطلوبين لديها كرهائن، وتعذيبهم حتى الموت وهو ما أكده الكشف الأولي على جثمان عابد، والذي أظهر آثار الضرب والتعذيب والقيود على كلتا يديه، ما يؤكد وفاته نتيجة لتعرضه للضرب والتعذيب وسوء المعاملة، علماً انه كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله وذلك وفقا لشهادة ذويه.

إن وفاة الأسير عابد هي حلقة جديدة من سلسلة الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، الذين يتعرضون لأبشع الممارسات وأشكال التنكيل بهم والتجويع وحرمانهم من الرعاية الصحية ومتطلبات الحياة الأساسية، الأمر الذي يهدد حياتهم وسلامتهم البدنية والنفسية، كون دولة الاحتلال مستمرة في سياسة استباحة الأسرى الفلسطينيين العزل بدافع الانتقام والثأر والعقاب الجماعي.

تدين الهيئة بشدة سياسة حكومة الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وتعريضهم للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية والمهينة واللاانسانية بشكل ممنهج وصل حد جرائم الحرب،  خاصة بعد أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ، وجرائم التعذيب على نطاق واسع بحقّ معتقلي قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد عدة عشرات تم الإعلان عنهم، وآخرهم الأسير حسين صابر أبو عبيدة وأعلن عن وفاته يوم أمس الاثنين، وقبله الأسيرين عرفات الخواجا ونصر زياره وثلاثتهم من قطاع غزه، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين قتلوا في سجون ومعسكرات الاحتلال منذ بدء العدوان على القطاع، ويواصل حملات الاعتقال التعسفية والتي طالت أكثر من عشرة آلاف و 400 مواطن فلسطيني والآلاف من قطاع غزة. كما بلغت حصيلة حالات الاعتقالات التعسفية في الضّفة الغربية منذ إعلان سلطات الاحتلال عن حملتها العسكرية التي ابتدأت منذ اسبوع أكثر من (130) حالة اعتقال.

تحمل الهيئة المستقلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جريمة إعدام المواطن عابد، وغيره من الأسرى الذين ارتقوا تحت التعذيب، وتدعو المجتمع الدولي والهيئات الأممية والمؤسسات الحقوقية الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية كاملة لحماية حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والتدخل العاجل والجاد للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الوقف الفوري لسياسات الاحتلال الممنهجة بحقهم، وضمان حياتهم وحقوقهم واحترام انسانيتهم وفقاً لأحكام القانون الدولي. كما تطالب بفتح تحقيق دولي مستقل في ظروف وفاة الأسرى الفلسطينيين ومحاسبة المتورطين في ارتكاب جرائم التعذيب وقتل الأسرى.

انتهى