خلال مؤتمر دولي لمؤسسات حقوق الإنسان الوطنية الدويك يطالب بتكثيف الجهود الدولية لوقف الإبادة الجماعية في غزة
خلال مؤتمر دولي لمؤسسات حقوق الإنسان الوطنية
الدويك يطالب بتكثيف الجهود الدولية لوقف الإبادة الجماعية في غزة
طالب الدكتور عمار الدويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم تكثيف جهودها لمكافحة خطاب الكراهية، والتصدي للقيود المفروضة على حرية التعبير والتضامن مع فلسطين في بعض البلدان، واتخاذ موقف جماعي لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي، فلا يمكن توفير حماية للمدنيين في قطاع غزة دون وقف الحرب.
جاء ذلك خلال مداخلة قدمها الدكتور الدويك في المؤتمر الدولي الـ 14 للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المنعقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن حول (التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة)، عبر الربط الإلكتروني.
وطالب الدويك مسؤولي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وممثليهم الاستمرار في مواصلة جهودهم للدعوة لإنهاء الحرب، ليس فقط لحماية حياة المدنيين الأبرياء الذين يواجهون إبادة جماعية وشيكة، ولكن أيضًا للحفاظ على مصداقية القانون الدولي والمبادئ الإنسانية، الذي بات يواجه أسئلة حول جدوى وجوده وأهمية العمل به، مشيداً بالتجاوب مع نداء الهيئة الذي أطلقته مؤخراً، من قبل المؤسسات الوطنية من أجل حماية المدنيين، ووقف الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية الفورية، والمساءلة عن انتهاكات القانون الدولي وجرائم الحرب الاسرائيلية، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، من خلال التواصل مع حكوماتهم، والمحكمة الجنائية الدولية، واستخدام مختلف آليات الأمم المتحدة والآليات الإقليمية، واشار الى انه رغم المواقف الحقوقية العديدة، لم يتم حتى اللحظة إحراز أي تقدم ملموس، فالقصف مستمر على قطاع غزة بلا توقف، ويعرض الحصار المنهجي لسبل العيش حياة أكثر من 2.3 مليون شخص للخطر، مما يؤدي إلى خطر حدوث إبادة جماعية وشيكة.
وبين الدويك القيود المشددة التي تحول دول وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحتى قبل تصعيد الحصار يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان ما معدله 500 شاحنة تنقل الإمدادات الأساسية إلى غزة يوميا. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، منحت إسرائيل المرور لـ 451 شاحنة فقط، وهو ما يقل بشكل كبير عن الاحتياجات اليومية، لافتاً إلى أنه وبالرغم من أن هذه المواد توصف بأنها "قطرة في محيط" من قبل الأونروا، إلا أنها توزع حصرا في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة. والجدير بالذكر أن هذه المساعدة تستثني مدينة غزة والمناطق الشمالية، حيث لا يزال حوالي 300,000 فلسطيني يقيمون فيها بسبب عدم قدرتهم او عدم رغبتهم في الإخلاء.
وكان من المقرر أن يشارك الدويك والزميل رأفت صالحة مدير مكتب غزة والشمال في أعمال هذا المؤتمر وجاهياً إلا أن الحرب على قطاع غزة حالت دون ذلك. فيما نقل الدويك شهادة صالحة للمؤتمر والتي قدم خلالها صورة موجزة تدلل على وجود مؤشرات لمجاعة في كل من مدينة غزة وشمال غزة، وقد نشأ هذا الوضع المزري بسبب منع إسرائيل وصول المواد الغذائية ومواد الإغاثة إلى هذه المنطقة والانقطاع الكامل لإمدادات المياه. ويشمل ذلك القصف الإسرائيلي الأخير وتدمير خزان مياه كبير يوفر حياة أكثر من 70 ألف نسمة في المنطقة.
وحول جهود الهيئة المستقلة في مناهضة التعذيب، أشار الدويك إلا أنه ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تركز الهيئة جهودها للتعاون مع الجهات الفلسطينية المسؤولة، لمتابعة الحرب المستمرة وأثارها الكارثية على غزة والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تحدث في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وتشمل هذه الانتهاكات الاعتقالات الجماعية للنشطاء الفلسطينيين، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بالتعذيب وسوء المعاملة، وحالات عنف المستوطنين، واستخدام الأسلحة الفتاكة والقوة غير المتناسبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد 150 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
6/11/2023