شهادة الدكتور علاء مطيع حسن الغفير (54 عام ) الرمال - غزة
12 فبراير 2024

أنا الدكتور علاء مطيع الغفير تم اعتقالي لمدة 56 يوم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وذلك من تاريخ 19 نوفمبر 2023 حتى تاريخ 14 يناير 2024، حيث أنني أعمل في مستشفى الشفاء بغزة كرئيس للاستشاريين في قسم الأشعة، حيث أنني كنت متواجد في المستشفى كنازح وكطبيب في أن واحد ذلك أنني تزحت بتاريخ 18 نوفمبر 2023 برفقة عائلتي من منزلنا في مجمع الصحابة برج القدس في حي الرمال بعد تدميره من قبل طائرات الاحتلال بفعل القصف العنيف المستمر والعشوائي وتهديد باقي البرج بالاخلاء تمهيدا لقصفه، أثناء تواجدي طيلة الشهر في المستشفى كنت أتجنب الخروج من القسم من شدة الخوف خاصة وأن الاحتلال كان يتغول في، القصف في محيطه ولكني شهدت لحظة دخول قوات الاحتلال المستشفى بتاريخ 17 نوفمبر 2023 وما عشته هو قيام الاحتلال، بدخول أقسام المستشفى وتدمير أهم الأجهزة الطبية فيه حيث قاموا بتدمير جهاز السي تي وجهاز الرنين المغناطيسي وجهاز، تصوير الأسنان والثدي وجهاز تصوير الشرايين وكامل أجهزة الأشعة كما قاموا أيضا بسحب الميموري "الذاكرة" من كامل الأجهزة ودمروا أيضا مبنى الأمير نايف التخصصي ودخلوا مبنى الجراحات التخصصي عن طريق الحائط الغربي بعد تلغيمه وتفجيره ثم أخيرا قطع الكهرباء عن المستشفى، على إثر ما سبق أبلغنا الدكتور محمد أبو سلمية بالاخلاء وأن هناك هدنة لثلاث أيام وقمنا بالخروج بتاريخ 18 نوفمبر 2023 في، تمام الساعة العاشرة صباحا مشيا على الأقدام من بوابة الشفاء حتى دوار الكويت وكنت في ذلك الوقت أحر والدتي المقعدة على كروسة وسبقتني عائلتي، إلا أن الاحتلال قام بمنعنا من المرور في ذلك اليوم واجبرنا على العودة في اليوم التالي، فاضطررنا للرجوع إلى الشجاعية حيث استضافتنا عائلة حتى الصباح في صباح يوم 19 نوفمير وفي تمام الساعة السابعة صباحا خرجنا مرة أخرى باتجاه الممر الأمن الذي هو فعليا فيح وليس ممر أمن، حيث ركبنا سيارة أجرة باتجاه دوار الكويت ثم مشيا باتجاه البواية في تتساريم وكانت الطريق شدية الصعوبة بفعل تكسير الشوارع والقصف على الجوانب ووجود والدتي معي على كروسة التي كنت أجرها بصعوبة بسبب حالة الشوارع، ووصلت إلى البوابة رافعا يداي الاثنتان وحاملا هويتي وأنا أرتدي زي الطبيب الأخضر وبدلة العمليات المكتوب عليها وزارة الصحة وشعار وزارة الصحة، فسمعت صوتا ينادي علي بعبارة "تعال يا دكتور"، فتركت والدتي المسنة والمقعدة وحدها في الشارع بدون أي معين وذهبت نحوهم، طلبوا مني هويتي وتأكدوا من بياناتي الشخصية واخذوني إلى مكان آخر به كثبان رملية في نفس الموقع وكان هناك جنديان توجهون سلاحهم تحوي، وطلبوا مني خلع ملابسي وحداني وافراغ ما في جيبي وابراز الهاتف ووضعها على طاولة، ثم طلبوا مني الاستدارة للتأكد من عدم وجود شيء معي وحضر جندي وربط يداي إلى الخلف بمرابط بلاستيكية و عصب عيني بعصبة ملونة ثم طلب مني الاستدارة على الحائط، وبعد نصف ساعة أخذوني إلى خيمة وتم التحقيق معي بأسئلة عبارة عن : حدد لنا مكان الأنفاق في المستشفى؟ وهل تعرف أماكن الأسرى"، ثم أجلسوني جاثما على ركبني لمدة ساعتين وبعدها تم اقتيادي إلى ناقلة جند ودفعي عليها بقوة حتى فتحت جبهتي من الأمام وتم تغريزي على إثرها 4 غرز بسبب عدم توقف الدم، مشت ناقلة الجند تقريبا ساعتين وأعتقد أننا وصلنا الداخل المحتل ثم تم وضعنا في خيم هناك وتم الاعتداء علينا بالضرب، وفي نفس اليوم نقلونا إلى براكسات عبر ناقلات جند أيضا وقبل ادخالنا إلى البراكسات كتبو على ظهري عبارة " وزراء الصحة مستشفى الشفاء" ولم أعرف ماذا كتبوا إلا بعد فترة، وقاموا بإعطائنا إسواره برقم وكان رقمي " 990663"، وبعد ادخالنا إلى البراكسات يتم استقبالنا بالضرب والاهانة ثم تم عرضي على طبيب ومن ثم التحقيق معي وسألتي الطبيب هل أعاني من أمراض أو مشاكل وسألني عن اسمي ورقم هويتي وطبيعة عملي ومتى تم اعتقالي ومن أين، وأين أسكن، ثم تم ارجاعي على كيس وطلب مني خلع ملابسي بالكامل ثم تم اعطاني ملابس داخلية وبيجامة لونها سكني.

مكثت في البراكس لمدة 17 يوم كان البراكس عبارة عن مكان كبير واسع و عالي الارتفاع مرصوف بأسفلت ومحاط بزينكو، كل من الأسرى هناك معه فرشة لا يتعدى قطر ها سانتي واحد مع غطاء خفيف قديم وبالي، كنا 120 شخص تقريبا في كن الواحد و المكان مقسم إلى أماكن صغيرة كل 10 أسرى بجانب بعض الطعام في البراكس عبارة عن 3 وجبات لا تسمن ولا تغني من جوع، الاقطار قطعتين خبز توست مع معلقة مربى أو زبدة، والغذاء قطعتين توست مع تونة والعشاء قطعتين توست مع زبدة أو تفاح و الماء كاس واحد في اليوم.

في صباح كل يوم أثناء ال 17 يوم لم يتم فك المرابط البلاستيكية حتى عند الأكل وكل يوم يتم ايقاذنا في الخامسة صباحا واجبارنا على الجلوس على ركبنا لغاية الساعة 12 ليلا واذا تحركنا يتم شبحنا على سياج البراكس ولا يتم السماح لنا بقضاء الحاجة إلا اذا وافق الجندي، ولا يوجد أي معايير نظافة شخصية أو مواد تنظيف أو غسيل تم التحقيق معي أثناء تواجدي في البراكس مرة واحدة حيث تم ازالة الغمام عن عيني وكان هناك محقق واحد في المكان وكان

الإضاءة قوية ومركزة علي وعلى الطاولة أمامي وسألوني أين أسكن وماذا أعمل في المستشفى وهل رأيت أسرى وأين أسكن تحديدا وتم توجيه تهمة لي أنني أتواجد في مكان يشكل تهديدا وخطرا على جيش الدفاع الاسرائيلي، وبعد انتهاء التحقيق وقعوني على ورقة باللغة العبرية لم أعرف محتواها وترجمتها وتم ارجاعي للبراكس بعد ارجاع العصبة لعيني. بعد انتهاء ال 17 يوم الأولى وبتاريخ 5 ديسمبر 2023 تم اقتيادنا إلى سجن النقب عبر باص يتسع ل 15 شخص وعلمت أنني هناك من الأشخاص بداخله، وعند دخولنا تم استقبالنا بالضرب بالهروات على الصدر والأكتاف واليدين وتم وضعنا في مكان الكلابات حيث رمونا فوق بعض ومن ثم تقييد أرجلنا وأيدينا بكلابشات حديد ثم اقتيادنا إلى زنزانات، الغرفة الواحد بها17 شخص ومساحتها 4×3 وتم فك القيود ونحن بداخل الغرفة ولأول مرة تم تحرير أعيننا من العصبة ومكثت هناك 17 يوم، كان يتم عدنا 4 مرات في اليوم حيث يتم الدخول علينا بالكلاب بدون لجام وكانوا يعضون الأسرى المتواجدين ويتم اجبارنا على الجلوس في وضع السجود وممنوع رفع الرأس.

أثناء تواجدنا في هذا السجن تم أخذ بصماتنا بصمة العين وأخذوا منا مسحة من اللعاب لعمل DNA ،

بعد مرور ال 17 يوم الأولى تم وضعنا في خيم داخل نفس السجن لمدة 12 يوم ومكثت باقي الفترة فيها، وبدأت أحس بدوار ولم أستطع التحرك أو المشي بسبب التعذيب ونقص الغذاء وفقدت الأمل من الافراج بعد مكوثي 56 يوم في الأسر إلى غاية يوم 14 يناير 2024 حيث تم المناداة علي الساعة الرابعة ليلا ووضع المرابط البلاستيكية على يدينا واقتيادنا بالحافلات حتى معبر كرم أبو سالم وتم ضربي أثناء ركوبي بضربة شديدة في الصدر أعاني منها إلى الآن ولا أستطيع التنفس أو النوم بسببها، ثم فكوا المرابط عنا والعصبة برتقالية اللون واعطائنا زجاجة ماء وأمرونا بالجري وعدم الالتفات وراء ونحن لا نستطيع بسبب التعذيب وأخبرونا اذا لم نقوم بالجري سوف يتم اطلاق النار علينا، وجرينا حتى معبر رفح إلى أن لقينا ال UN والصليب الأحمر واخذونا إلى مدرسة تابعة لوكالة الغوث في رفح وها نحن نعاني مرة أخرى هنا بسبب الاحتلال أيضا والظروف المعيشية.