أنا المواطنة دينا نبيل عبدالله النجدي (27 عام) بينما كنا نائيمين في منزلنا الكائن ببلوك 7 برفقة أفراد عائلتي، سمعنا صوت انفجار قوي وعنيف وذلك عند الساعة 23:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق3/01/2024، وكان صوته عالي جدا وعلى أثره سط أجزاء من منزلنا علينا علما بأن البيت مسقوف بالاسبست وتبلغ مساحته 220 مترا، وبعد ذلك اتضح بأن الاستهداف للمنزل المجاور لنا، وقد قدم الجيران وأخرجونا من تحت ركام المنزل برفقة أبي وأخي وأمي وأختي شهد التي تعاني من اعاقة في قدمها اليسرى ويبلغ عمرها 16سنة، وبرفقة أخواني محمد وعبد العزيز، وعلى أثر ذلك اضطررنا للجوء إلى مدرسة عائشة الاعدادية للبنات مشيا على الأقدام وسط الليل وانعدام سبل الحركة وانعدام سبل الايواء، وقد نمنا أول ليلة في ممر الصفوف بالمدرسة على البلاط دون وجود أي نوع من الأغطية والفراش وقد نمنا بالجوع دون الحصول على أي نوع من الطعام والشراب، وخلال فترة تواجدنا بالمدرسة عانينا كثيرا من الأوضاع المعيشية الصعبة حيث كنا نعبي مياه الصالحة للشرب من خارج المدرسة عن طريق جالون مياه سعته 20 لتر، وكان أخي يجرهم عن طريق عربة مسافة كبيرة لتأمين والحصول على المياه، ولقد مكثنا في المدرسة لمدة ثلاث أسابيع بعد ذلك أسقط جيش الاحتلال مناشير تطالبنا باخلاء المدرسة واخلاؤ مخيم البريج بالكامل وفورا والذهاب إلى مناطق دير البلح ورفح، وبناء على المنشورات قمت باخلاء المدرسة برفقة أخي محمد وأختي شهد، بينما رفض بقية أفراد أسرتي أوامر الإخلاء وبقوا داخل أسوار مدرسة وكالة الغوث ( الأونروا) وتوجهما إلى منطقة دير البلح ومكثنا بمنزل أختي رجاء الكائن بمحيط مستشفى شهداء الأقصى، وبعد يومين أطلقت طائرة كواد كابتر نيران رشاشاتها على منازل المواطنين بمحيط المستشفى، مما دفعنا للجوء مرة أخرى إلى مدينة رفح عن طريق سيارة أجرة، وقد جاء زوج أختي رجاء واسمه عيد البرديني، ليبلغنا بأن جيش الاحتلال اقتحم مدرسة عائشة بعد خروجنا بيومين وأطلق النار بشكل عشوائي على النازحين، مما أدى لاستشهاد سبعة مواطنين وقام أبي بالمشاركة في دفنهم داخل أسوار المدرسة، وبعد ذلك قام باعتقال والدي وهو نبيل عبدالله النجدي(55عاما)، بالاضافة لاعتقال والدتي وهي هدى شحادة النجدي(54عاما)، واعتقال أخي عبد العزيز نبيل عبدالله النجدي(23عاما).
وقد استقبلنا الخبر بالبكاء الشديد إلى درجة الانهيار وسط الحزن والألم الشديدين، وعدم معرفتنا مصير أفراد أهلي وما الذي حل بهم بعد اعتقالهم؟، وما هي ظروف اعتقالهم؟ خاصة بأننا كنا نسمع عن المعاملة القاسية والعنيفة للمعتقلين، وبقينا ثلاث أيام ولم يغفى لنا رمش عين ونحن ننتظر مصيرهم،وبعد ثلاث أيام اتصل علينا أبي ليطمئننا بأنه بخير وأنه تم اطلاق سراحه برفقة والدتي، ودون معرفة مصير أخي عبد العزيز إلى الأن حيث بأنه معتقل لغاية هذه اللحظة، حيث أكدوا لنا بعض الشباب الذين اطلق سراحهم بأنهم شاهدوا عبد العزيز معهم بالمعتقل، وقد شرح أبي لنا ظروف اعتقاله ، حيث قاموا بتعصيب أعينه وتربيط يده بمربط بلاستيكي إلى خلف ظهره، وتم نقلهم من مكان الاعتقال وهو مدرسة عائشة عبر مركبة عسكرية( دبابة)، وتم نقلهم إلى أرض فارغة تعود ملكيتها لعائلة أبو مدين بالقرب من مسجد أبو مدين، وقاموا بتعريته في ظل الأجواء الباردة والقاسية التي نعيشها وقاموا بضربه، ولا نزال إلى الان ننتظر معرفة مصير أخي عبد العزيز وننتظر عودته من معتقلات الاحتلال، ما زلنا ننتظر خبر بأنه بخير ،علما بأننا تواصلنا مع منظمة الصليب الأحمر لمعرفة مصيره،لكن للأسف حتى الصليب الأحمر لا يعرف عنه شيئا، علما بأننا الأن نسكن داخل خيمة ضمن مخيم نزوح بمنطقة مسجد علي غرب رفح، ونعيش ظروف غاية في الصعوبة، وفي ظل الأجواء الباردة وقد دخلت مياه الأمطارعلينا في الخيمة أكثر من مرة، مع عدم توفر حمامات إلى الان داخل المخيم، ونستخدم الجردل الأسود المعلق بحبل لقضاء حاجاتنا.
مقدم الافادة/
حازم أحمد المدهون
