بودكاست | أصوات من تحت الركام الشهادة الثالثة عشرة ( وحيدة أنا وبنتي)
24 فبراير 2024

إحنا إلي صار معنا الساعة أربعة إلا ثلث بتاريخ ٢٨/١٠ يوم سبت كان، ع الأربعة إلا ثلث صباحاً ، لقينا الدار بتوقع على رؤوسنا

سكان حي الصبرة شارع ٣٠ .. ضربوا مش صاروخ .. بتقدر تقول نزلوا برميل علينا .. 

لأنو حركة عشرة منازل اتدمروا تدمير شامل 

عنا جيرانا آل الخور تقريبا ٣٦ شهيد كلهم عن بكرة أبيهم 

ولا واحد نجى منهم
 من أصغر طفل رضيع لأكبر رب أسرة عندهم

 بيت الغلاييني جنبنا عندهم ٥ شهداء .. آل الريفي كذلك

يعني صحينا على جحيم .. كان الوضع عنا جحيم باعتبار

 فاضطرينا إحنا الناجيين في مننا طبعا إصابات ، بناتي أنا تصاوبوا

 تكسيير عظم، عظامهم خرجت من اللحم تكسروا عظام اديهم واجريهم ، يعني العظم طلع من قلب اللحم

 ولحتى الآن بتعالجوا وحتى الآن ما في الهم علاج .. بتعالجوا علاج طبيعي بس ع الفاضي 

لأنو بدهم سياخ بلاتين وغير موجود حتى الآن بدهم عمليات كبرى 

وقالوا لهم بدنا نسفركم ولحد الآن ع الفاضي ما صار شيء

فاضطرينا ننزح عند دار اختي في الشارع يلي ورانا في الثلاثين 

قعدنا فيه فترة صاروا يعملوا أحزمة نارية في منطقة الصبرة وصاروا يبعتلونا رسائل ع الجوالات 

لازم تخلوا المنطقة وتطلعوا على الجنوب 
فمرقنا عن طريق الجنوب عن طريق الحلابات 

وإحنا مارقين عن الحلابات هاد طريق رعب اسمه كان 

لأنو وإنت بتكون ماشي خايف إنك تطلع بس بقولك اتطلع علينا وهيك

إلي بوقع منو شيء ممنوع ممنوع يلمسه ازا بوقع منك شيء واخذته فورا بقنصوك الجيش 

لدرجة إنو إلي بوقع منهم مصاريهم، هوياتهم، جوالاته، أغراضهم 

أضف إلى ذلك الجثث نخبط عليها وإحنا ماشيين في ناس ميته، 

ماتت نتيجة إنو هو بتلاقيه وقع منه جواله ، وقعت منه محفظته وقع منه شغله راح يجيبها قنصوا ع المطرح 

بموتوا أمام الجميع هاي حالة إعدام أمام الجميع

فإحنا كانوا الجثث موجودين ونمشي نخبط على الجثث 

ياريت حتى في حد يقيمهم الجثث موجودة أمامنا وإحنا ماشيين 

في من الجهة الثانية الجيش يصرخ على إلي بدو ياه 

أنا صرخ على ابني عمره ٢٣ سنة اخدوا الساعة ٩ أفرجوا عنه الساعة ٤، 

حققوا معه وشلحوه، عريان بملابسه الداخلية طول الوقت بهالبرد على شيء فاضي وبالاخر طلعوه الساعة ٤


حتى بالنساء كانوا يصرخوا مش بس الشباب وبرضه بالنساء وكمان بالأطفال 

أطفال يصرخوا عليهم ١١ سنه يصرخوا عليه الولد، يخلوا أبوه ممنوع أبوه يلحقه 

يضل الولد لحاله يموت موت رعب من الخوف الولد ويفرجوا عنه بعد شوي 

وإلي بدهم ياه ياخدوه يغمضوا عنيه ويكلبشوه من ورا وياخدوا ووين بياخدوا الله أعلم
 
اجينا منطقة دوار بني سهيلا في أخوه قالوا لنا في مدرسة جديد فتحت  في بني سهيلا 

نزحنا فيها قعدنا فيها
قعدنا فيها أسبوعين فجأة المدرسة هذه الساعة ٢ الفجر لاقيناها بتنهدم فوق رؤوس الموجودين

 كنا آمنين قاعدين فيها ولا إنذار ولا هم يحزنون لقينا المدرسة بتوقع فوق روسنا
 
طلعنا من المدرسة على أذان الفجر نجري ممنوع نتلفت ورانا

 الطخ الموت إلي بتطلع وراه بنطخ هاد غير إنو الناس إلي بتنطخ

نسوان بتنطخ بنات بتنطخ شباب بتنطخ قدامك بموتوا وبتقطعوا 

ما صدقنا نوصل شارع صلاح الدين وأخذنا 
سيارة وجينا على رفح

يعني إحنا نجينا من الموت مرتين الله كتبلي الحياة أنا وأهلي مرة في بيتنا في حي الصبرة وتاني مرة في مدرسة عبد المحسن قطان 

قصفوا المدرسة فوق روسنا والحمدلله وهينا قاعدين بخيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة 

ولا فيها أي اشي ع الرمل قاعدين يعني الوكالة بعد أسبوعين لما بدت تصرفلنا علبتين فول وإلا علبتين تونا 

كل يومين تصرفلنا لعيلة كاملة عيلة من ٣ أشخاص ماتوا من الجوع

 عندك هون الغلاء فاحش كل شيء هون غلاء فاحش أضعاف أضعاف مضاعفة 

وإحنا طلعنا من بيوتنا بالمرتين بأواعينا ما معنا لا أخضر ولا يابس 

ما معنا لا مصاري ولا أي حاجة وعايشين على ستر الله وهينا بنمضي أيام والحمدلله
[٢:٢٨ م، ٢٠٢٤/٢/٢٤] Khaled Ataba’a: أنا المواطنة نهى ياسين، عمري 38 سنة – غزة التفاح

أول اشي أنا نازحة لحالي وتاركة زوجي ودار عمي والأهل وكلهم بعرفش عنهم أي حاجة

 عايشين مستشهدين بعرفش أي اشي 
عنهم.

وأنا بنتي مريضة وخايفة أفقدها بنتي لأنها مرضها خطير عندها التهابات في الكبد 

وممكن هاد يأثر على الكبد، عمرها 3 سنين.

دواها مش متوفر في أي صيدلية وممكن كمان الاقيه في مستشفى الرنتيسي ، 

ومستشفى الرنتيسي بتعرفوا يعني اقتحموها اليهود وقعدوا فيها ومش قادررة أوصللها

 وأنا بعاني إنو بنتي كمان ما في إلي مساعدات لا إلي ولا بنتي

وأنا بروح من مدرسة لمدرسة علشان أوفر بامبرز وأوفرلها بكيت بسكوت لأنها بنتي بدها علاج خاص، 

بدها أكل خاص، بدها العسل بدها التمر، حتى البامبرز مش قادر أوفرلها.

لولا يعني الجيران وإلي جنبهم باخدوا مثلا بامبرز هاي بتديني حبة وهاي بتديني حبة

  لما بجمعولي ياه وبعطوني ياها
بعاني كتير من الأكل ومن الشرب ومن كل حاجة

حتى بنتي ممنوع إلها المي المالحة والخبز ممنوع 

هاد الخبز يلي بتاكله هاد إلي على النار والمغبر وهاد ممنوع لأنو فش عندها مناعة نهائياً

أنا كل يوم بنتي عيانة ، أنا بدها مستشفى بنتي بس أنا مش قادرة آخدها لأنو معيش مصاري

يعني أنا لما جبت بنتي من التفاح لهون والقصف فوقي وفوق بنتي 

والبنت تخاف وتمسك وتصير تصرخ وتعيط وتقولي يا ماما طخ يا ماما طيارة 

وهي ماسكة فيا وبتبكي وبتجري
أنا بجري بين الشهداء وعلى الحجار وعلى الردم

 لما أنا وصلت لهون
يعني أنا أي وقت أي وقت أنا خايفة أفقد بنتي من المرض إلي هي فيه

 لأنو ما في اشي متوفرلها ولا شيء
لا غذاء ولا مال ولا مي ولا أكل 

أنا مش عارفه شو أعمل وبضل بروح من هان لهان من هان لهان لولا الناس حنوا عليّ في أواعيها

لولا أعطوني شبشب إلها لولا أعطوني هم البنات بجمعولي البامبرز هاد من هاي وهاد من هاي وهاد من هاي

 علشان يجمعولي البامبرز ويعطوني ياه مع إنو مقاس صغير

أعطوني لاصق علشان ألصقلها البامبرز وألبسها ياه.
أنا بطالب إنو إن شاء الله أول اشي إحنا بدنا راحة البال بدنا يخلص الحرب

لأنا إحنا تعبنا إحنا حتى تحملنا فوق طاقتنا وأطفالنا فوق فوق الطاقة لأنو أطفالنا بطلوا يتحملوا
لما الأطفال يسمعوا القصف ويقعدوا يجروا خوف، ويمسكوا أمهم ويقعدوا يبكوا ويصرخوا
أنا ماليش حدا أنا إلي تاعبني بزيادة ماليش حدا

لا أبوها عندي ولا سيدها ولا ستها ولا حدا ولا خال

وأخبارهم منقطعة على الآخر
يعني انا يمكن لأروح على غزة ما ألاقي حدا فيهم يعني رح أضلني وحيدة أنا وبنتي
أنا بدي علاج لبنتي قبل ما أفقدها